الرضيعة بعد اسعافها
هز اعتداء أب على طفله الرضيع، الذي لم يتجاوز عمره التسعة أشهر، مشاعر أهالي صور وكل الذين سمعوا بالأمس قصة بعيدة عن عاداتنا وقيمنا، تتلخص بتعرض الطفل حسين حمود إلى ضرب مبرح على يد والده أحمد، الذي لم يتحمل بكاء طفله الناجم عن خروج أسنان الحليب البكر، فقام بسحق بطنه بحذائه الرياضي مرات عدة، مما أدى إلى تكسر أضلاع الطفل الطرية وتهتك الرئتين وحدوث نزيف حاد في المعدة والصدر، نقل على أثرها إلى مستشفى نجم وأخضع لعملية جراحية دقيقة بإشراف ستة أطباء متخصصين، فيما أوقف الأب على ذمة التحقيق في النيابة العامة في صيدا.
زوجة الوالد، إنتصار بصل، أكدت أنها غير معنية باعتداء زوجها على ولده، الذي تتولى تربيته مع شقيقه الأكبر حسن، منذ زواجها منه قبل ستة أشهر، بعد الطلاق الذي حصل بينه وبين زوجته الأولى. وروت إنتصار تفاصيل الحادثة التي وقعت منتصف الليل، عند وصول زوجها من عمله في أحد مطاعم المدينة، حيث كان الطفل راقدا على فراشه الأرضي الذي خصصته له زوجة أبيه، خوفا من انزلاقه عن السرير. وقالت كان يبكي بشدة وبشكل متواصل، نتيجة ألم أسنانه ككل طفل صغير وقد حاولت إسكاته عبثا، خاصة عندما بدأ زوجي بالصراخ ثم انقض على الطفل وراح يدعسه بحذائه. وعندما هرعت لألتقطه دفعني بقوة إلى الخلف، بعدها حملت حسين الذي علا صراخه أكثر من شدة الألم واحتضنته حتى الصباح، من دون أن يغمض لي جفن وتوجهت باكرا إلى المستشفى، بعد أن لاحظت تبدلا في لونه، الذي أصبح أزرق غامقا مع صعوبة في تنفسه. وادعيت أنه وقع من عربته وأصابه ما أصابه.
وقالت إنتصار أن زوجها عصبي بعادته، لكنه أبدا لم يصل إلى هذه المرحلة. ولفتت إلى أنه كان يعاني ضغطا ماديا خانقا أفقده صوابه، خاصة أن الدائنين من الباعة وغيرهم بدأوا يلحون عليه لسداد ديونه. وتزامن ذلك مع مشاكل عائلية مع زوجته السابقة، التي رفضت تحمل مسؤولية الولدين. ورمت له الطفل الضحية على الأرض بعد خروجها من الولادة، مما اضطره إلى احتضانهما مع كل ما يترتب على ذلك من أكلاف حليب وأدوية وغيره، في وقت لا يتقاضى فيه إلا مئتي ألف ليرة شهريا، من عمله كناطور في أحد الأبنية، في منطقة الحوش. ولم يكن قد مضى على عمله الجديد في المطعم إلا أيام عدة.
حجة إنتصار التي كانت خائفة من معاقبة زوجها وسجنه على فعلته، لم تمر على الأطباء الذين تولوا علاج الطفل، فقام رئيس مستشفى نجم الدكتور جواد نجم باستدعاء الطبيب الشرعي عفيف خفاجة، الذي أكد وجود آثار حذاء على صدر الطفل ومعدته وتعرضه لضرب مبرح. عندها أبلغت إدارة المستشفى فصيلة درك صور، التي أرسل آمرها قيصر بزيع عددا من العناصر الذين اعتقلوا الوالد على الفور وأخضعوه لتحقيق اعترف على إثره بجريمته.
واشار الدكتور نجم الى أن حالة الطفل حرجة وهو يستلزم عناية فائقة ورعاية دقيقة تمتد لأشهر طويلة. ولفت إلى أن الطفل وصل إلى المستشفى بحالة مزرية وعلى شفير الموت، نتيجة ما أظهرته الصور الصوتية التي أجريت له من كسور في أضلع القفص الصدري اليمنى واليسرى، إضافة إلى تهتك رئتيه ونزف حاد في البطن. وأشار إلى أن الطفل أخضع لعملية حساسة لوقف النزيف وإخراج الدم المتجمع في معدته ووضع في العناية الفائقة، على أن يبقى تحت المراقبة لأيام يتم بعدها وضع جهاز حول معدته وصدره لأشهر حتى تلتئم عظامه من جديد.