لعمال "فزعوا" بمعداتهم ولكن بعد فوات الأوان
بئر ارتوازية تبتلع طفلين والدفاع المدني يقف عاجزاً عن إنقاذهما
لقي طفلان دون سن العاشرة قبل يمومين مصرعهما إثر سقوطهما في حفرة اسمنتية معدة لمياه الصرف الصحي لا يتجاوز
قطرها (50) سم وبعمق يزيد على (10) امتار وقد خيم الحزن وعم البكاء أسرته والحاضرين عند انقطاع الأمل الأخير في
انقاذهما بخفوت صوت الطفل الاكبر (مشاري) ومن ثم انقطاعه نهائياً بعد ان كان ينادي ويطلب الماء والاكسجين حتى
الساعات الأخيرة من الليل اما شقيقه الاصغر فقد انقطع الامل بإنقاذه عند الساعة الواحدة ليلاً لأنه لم يتجاوب مع نداءات
المنقذين من رجال الدفاع المدني في اعلى فوهة الحفرة.
(مشاري) ابن التسع سنوات او الطفل البطل نزل الى الحفرة لانقاذ أخيه الذي كان لصيقاً له وملازماً في مرحهما ولعبهما
شاءت الاقدار ان يقاسمه آلام الموت وفراق الاحباب. هذا الطفل ظل مرحاً متحلياً بالجلد والعزيمة والتي قلما يمتلكها من
هم في سنه فقد بقي يحلم بانقاذ أخيه وكان يقول له مصبراً ومواسياً لا تخف سينقذنا الدفاع المدني قريباً في مشهد
مأساوي يستثير العطف والرحمة والشفقة ويستدر الدموع من المآقي.
وفي تفاصيل الحادثة ان الطفل الأصغر كان يلهو ويلعب بقرب استراحتهم وفجأة انزلق الى الحفرة التي كانت مكشوفة
فهرع أخوه الأكبر ليخبر والده والذي اطمأن لسماع صوت ابنه من داخل الحفرة فقام بإنزال الاكبر بواسطة حبل لعله
يخرجه ولكن المفاجأة ان علق داخل الحفرة بسبب ضيقها عند ذلك قام الوالد بإبلاغ الدفاع المدني والذي حضر الى
المكان عند الساعة الثامنة والنصف محاولاً بشتى السبل انقاذهم، واهتدوا الى حفر حفرة بالقرب من الحفرة التي سقط
الطفلان فيها واستمرت اعمال الحفر زهاء (12) ساعة كانت خلالها فرق الاسعاف تمد الاطفال بالاكسجين وعند السابعة
والنصف صباحاً تم اخراج الطفلين متوفين.وحاول احد رجال الدفاع المدني من نحاف الاجسام ان ينزل وسط الماسورة الا
ان ضيقها الشديد حال دون ذلك.هذا وتظهر هذه الحادثة شجاعة وبسالة رجال الدفاع المدني الا ان عدم تدريبهم التدريب
الكافي لمثل هذه الحالات وعدم وجود المعدات والآلات المساندة دائماً ما يخذلهم عند تلبيتهم لنداء الاستغاثات. ففي هذا
الحادث مثلاً تم استدعاء بعض العمال الافغان للحفر حول الماسورة لعل وعسى ان يصل منها المنقذون للطفلين. كما تمت
الاستعانة بإحدى المؤسسات لاحضار منشار كهربائي لتقطيع الاسمنت وهو ما يفتقده الدفاع المدني. وكل هذه
الاستعانات والمحاولات للاستفادة من امكانات الغير تؤدي إلى هدر الوقت وتفوت فرص النجاة.
وقع الحادث بالمدينه