لم يكن واردا لدى والدهما ان تسمرهما امام شاشة التلفزيون وهما يتابعان ببراءة الاطفال افلاماً موغلة في العنف والدماء سيدفعهما لتطبيق مشاهداتهما في فضاء الواقع وان احدهما سيسقط ضحية لمشهد سينمائي كانا يعتبرانه لعبة مسلية تثير فضولهما لاكتشاف الاشياء والتعرف حتى على الموت وتجربته المريعة. هذا ما حدث بالضبط لشقيقين احدهما في العاشرة من العمر والآخر في الثامنة حيث قتل ابن العاشرة شقيقه الاصغر بعد ان تسلل خلسة بعد مشاهدة مسلسل دموي الى غرفة نوم ابيه واخذ من دولاب بداخلها بندقية كندية معبأة بطلقة حية صوبها على شقيقه ليرديه قتيلاً. وحسبما اوضح الناطق الاعلامي بشرطة منطقة عسير العقيد عبدالله القرني فان الحادثة المأساوية شهدها مركز عفراء التابع لمحافظة بلقرن، حيث كان الطفلان يلعبان مقلدين مشاهداتهما التلفازية حول افلام ومسلسلات العنف، مشيراً الى ان الطفل الاكبر تمكن من الحصول على السلاح في غياب والده واطلق رصاصة خطأ استقرت في جوف شقيقه الذي نقل الى مركز صحي عفراء لكنه فارق الحياة.
واضاف ان ترك الاسلحة في حالة جاهزية خطأ يرتكبه العديد من الآباء، الامر الذي ساهم في كثرة الحوادث المأساوية من ارتكاب اطفال للقتل الخطأ لافتاً الى ان هذا الاهمال يزيد من تشديد العقوبة على مالكي الاسلحة حتى المرخصة منها.
ومضى قائلاً: ان مثل هذه الحوادث تسبب العديد من الاضطرابات النفسية لافراد الاسرة خصوصاً الوالدين من خلال الاحساس الدائم بتأنيب الضمير.. الامر الذي قد يخلق فجوة بين افراد الاسرة حيث يبدأ الجميع في القاء اللوم على المتسبب غير المباشر في الحادث