جلس اثنان تبدو عليهما الصرامة والجمود .. داخل حجرة مغلقة ، وهتف أحدهما فى غضب : يبدو أن ( سلفاك ) يسبب لنا المتاعب دائماً ، برغم تحذيراتنا له يا غورس
هز (غورس ) رأسه فى هدوء وقال : أعلم يا ذوس
لم يبد على ( ذوس ) أنه سمع تعليق ( غورس ) وقال : إنه دائماً يخالف الأوامر .. ولقد حاولنا نصيحته وتحذيره .. ولكن دون جدوى
قال ( غورس ) : وماذا عسانا نفعل ؟
ساد الصمت على المكان قبل أن يقطعه صوت ( ذوس ) ، يقول : نقتله
لم يبد على ( غورس ) أنه سمع شيئاً ، وقال : ولكنه .. كما تعلم .. عضو
هام وبارز فى جماعتنا يا ذوس
بدت الصرامة تنطبع على صوت ( ذوس ) ، وهو يقول : يبدو أنك لا
تدرى آخر أعماله السيئة العنيغة .. لقد دمر مركزنا فى المنطقة المجاورة .. واستولى على المال المُدَّخر
بدا الذهول فى عينى ( غورس ) وهتف بعدها فى خفوت : اللعنة عليه
ساد السكون مرة أخرى قطعه ( ذوس ) قائلاً : والآن .. ما رأيك فى التخلص منه ؟
قال ( غورس ) : إننى موافق .. ولكن كيف ؟ كيف يمكننا القضاء عليه ؟
إنه داهية
لاح شبح ابتسامة على وجه ( ذوس ) وهو يقول : لا تقلق .. لدى خطة لن تفشل أبداً .. حتى مع ( سلفاك ) ؟
سأله ( غورس ) فى لهفة صنعتها رغبته الشديدة فى الانتقام من ( سلفاك ) : حسنا .. ما هى الخطة ؟
هز ( ذوس ) رأسه ، وقال : سنقضى عليه بوساطة ( الكائن ) .. نعم الكائن .. ذلك الذى ما إن نستثيره حتى يستشيط غضباً .. ويسحقنا سحقاً
أومأ ( غورس ) برأسه ، و( ذوس ) يكمل فى هدوء : الخطة تعتمد على استدراج ( سلفاك ) بالقرب من ( الكائن ) ، ونقترب نحن منه أيضاً بحيث
لا يرانا ، ثم نستثيره ونختفى فى سرعة .. وعندما نختفى يلتفت ( الكائن ) إلى أسفل ويرى ( سلفاك ) الذى ينتابه الرعب وسيحاول الهرب .. ولكن ( الكائن ) سيكون له بالمرصاد .. وسيسحقه سحقاً
ووافق ( غورس ) على الخطة .. وبالفعل تم استدراج ( سلفاك ) نحو
الكائن ، واتجه نحو ( غورس ) فى سرعة نحو ( الكائن ) الذى بدا ساكناً
هادئاً لا يدرى بشىء ، وهنا أعطى ( ذوس ) الإشارة ل ( غورس ) بالبدء بالعملية ، وهنا تم استثارة ( الكائن ) .. وبسرعة كبيرة هرب ( غورس ) عن أنظار ( الكائن ) .. وصرخ : لقد نجحنا
وابتسم ( ذوس ) وهو يرى ( الكائن ) يطلق صرخة مدوية ، ويلتفت لأسفل بعيون غاضبة نحو ( سلفاك ) الذى اتسعت عيناه فى ذعر .. وهو يصرخ
فى رعب : لا .. ليس أنا
ولكن هيهات لقد ارتفعت قدم ( الكائن ) فى سرعة ، وهوى بها نحو ( سلفاك ) وسحقه سحقاً .. وبذلك تم انتقام ( ذوس ) و ( غورس ) بوساطة الكائن
***********
جلس ( فهمى ) .. ذلك الصبى البالغ من العمر عشر سنوات - وأمسك
برواية ، وأخذ يتصفح أوراقها بنهم ، وبدا منغمساً فى قراءتها ، وفجأة .. شعر بقرصة شديدة فى قدمه فالتفت إلى أسفل فى سرعة وغضب ، ولم يكد يرى النملة أسفل قدمه ، حنى هتف بغضب : تباً لك أيتها النملة
وهوى بقدمه نحو النملة .. وسحقها سحقاً .. ولم يكن يدرى أنه بذلك يحقق
انتقام ( ذوس ) و( غورس ) .. ولم يكن يدرى أنه هو .. الكائن