في الحديث الشريف أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:
( أقربُ ما يكونُ العبدُ من ربهِ وهو ساجد ..)
وفي الحديث الآخر :
( واعلم أنكَ لن تسجدَ لله سجدةً إلا رفعكَ الله بها درجة )
إن لحظاتِ السجودِ لحظاتٌ فريدةٌ في عمرِ الإنسان
لأنهُ وقتها يكونُ في مقامِ القرب من الرب جل جلاله ..
وحين يستشعرُ القلبُ هذه المعاني كلها وأمثالها
تنفتحُ له في لحظات السجودِ
عوالمُ وآفاق ، وتتوالد في روحه معانٍ راقية يعجزُ القلم عن تقييدها ..
قيل لبعض العارفين : أيسجد القلب ؟
فقال: نعم ، سجدة لا يرفع رأسه منها أبدا..
قال الراوي : في ساعة شفافية ، ذاق القلبُ بعضَ معاني القرب ، فحاول
أن يسجلها ،لكنها جاءت متعثرة
..وإلا فالأمر أبعد وأعظم .. وإلى الله المشتكى ..
وحين قالَ ربيعةُ رضيَ اللهُ عنهُ لرسولِ اللهِ صلى الله عليهِ وسلمَ :
أسألكَ مرافقتكَ في الجنةِ . قال له عليه الصلاة والسلام :
أعني على نفسكَ بكثرةِ السجودِ ..ولقد أخبرنا ربنا جل جلالهُ أن كل
شيءٍ في هذا الكونِ الفسيحِ في حالةِ سجود وصلاةوتسبيح ..
(..كُلٌّ قَدْ عَلِمَ صَلاتَهُ وَتَسْبِيحَهُ..)
في السجودِ ..
إشراقةُ الروحِ الطليقةْ..
قد مضتْ نحو الحقيقةْ ..
قد بدتْ ..
تتجلى .. تتزيا ..
هي في المعراجِ صُعداً في صعودِ
فإذا الأملاكُ بعضٌ من شهودِ
فمضتْ تجتازُ آفاقَ الحدودِ
قد بدا سرُ العروجِ ..
في مقامِ القرباتْ
يطهرُ القلبُ المُعنّى ،
بهطولِ العبراتْ
وصدورِ الزفرات
تُحرَقُ الآفاتُ حرقا ،
ينجلي للقلبِ كنزُ الحسناتْ
وتسيلُ العبراتْ ..
فيطيلُ السجداتْ
ويطيلُ السجداتْ
و يطيلُ السجداتْ