الراحة ضرورية لدعم وتقوية الذاكرة
واشنطن - يقين :
في وقت سبق وأن تبين فيه أن النوم يساعد على دعم الذاكرة من خلال السماح للمخ بغربلة المعرفة المكتسبة حديثًا وإيداعها في الدماغ، أظهرت دراسة أميركية حديثة أن أخذ راحة قصيرة أو استراحة أثناء اليقظة أمر قد يساعد الدماغ على فرز المعلومات والاحتفاظ بها.
هذا وقد بيَّنت تلك النتيجة التي توصل إليها فريق من الباحثين في جامعة نيويورك في الولايات المتحدة، وجرى نشرها في العدد الأخير من مجلة الخلايا العصبية، أنها وسّعت من آفاق فهم العلماء للطريقة التي يتم من خلالها دعم الذاكرة. كما بيّنت أن بإمكانها المساعدة في شرح الأسباب التي تقف وراء تذكرنا لبعض المعلومات بتفصيل دقيق في الوقت الذي ننسى فيه معلومات أخرى على الفور.
من جهتها، تقول دكتور ليلا دافاشي، الأستاذ المساعد في قسم علم النفس ومركز العلوم العصبية في جامعة نيويورك" إن التحصل على استراحة لتناول القهوة بعد انتهاء اليوم الدراسي من الممكن أن تساعد بالفعل على الاحتفاظ بتلك المعلومات التي تعلمتها للتو".
ولكي ينجحوا في تحديد ما إن كانت تتم عملية دعم وتقوية الذاكرة خلال فترات الاستراحة الواعية أثناء اليقظة، قام الباحثون بتصوير أجزاء من المخ المعروف أنها تلعب دورًا كبيرًا في تشكيل الذاكرة، مثل منطقة الحصين hippocampus والمناطق القشرية.
وفي التجربة التي أجروها، قام الباحثون باختبار الذاكرة الترابطية للأفراد بإطلاعهم على صورتين يحتويان على وجه بشري وجسم ما، مثل كرة الشاطئ، أو وجه بشري ومشهد ما، مثل الشاطئ، ثم أخذ أقساط من الراحة أثناء فترة اليقظة.
كما استعان الباحثون بأشعة الرنين المغناطيسي الوظيفية لقياس نشاط المخ أثناء مزاولة العمل وأثناء فترة الراحة التي تعقب ذلك.
ووجد الباحثون أثناء فترة الراحة أن مناطق المخ كانت نشطة بنفس الصورة التي كانت عليها أثناء تعلم المهام، لاسيما وإن كانت المهمة غير قابلة للنسيان. كما تبين لهم أنه كلما تزايدت العلاقة بين فترة الراحة والتعلم كلما تزايدت فرص تذكر المهمة في فترات الراحة اللاحقة.
وهنا، تنقل صحيفة التلغراف البريطانية عن دكتور دافاشي قولها :" يعمل دماغك من أجلك عندما تكون في حالة استرخاء، لذا تعتبر الراحة أمرًا ضروريًا بالنسبة للذاكرة والوظائف الإدراكية.
وهو الأمر الذي لا نقدره كثيرًا الآن، بخاصة ً عندما نستمر في مزاولة مهام العمل على مدار الساعة نتيجة لتقنيات المعلومات المطبقة الآن".
وقد اكتشف الباحثون في الوقت نفسه أيضاً أن المخ يُبقِي على معظم الذكريات لمجرد يوم واحد فحسب، لكنه يتصرف بعد ذلك أثناء الليل مثله مثل محرر الأفلام الذي يقوم بغربلة "المقاطع المصورة"، قبل أن يقوم بتحويل أفضل الأجزاء إلى تخزين طويل المدى في أرشيف الأفلام الخاص بنا.
وقد أظهرت التجارب التي أجريت على البشر ومجموعة من فئران التجارب أن الذكريات تُُخزّن أولا ً في منطقة الحصين، قبل أن يتم إعادتها وإيداعها في اللحاء الجديد الخارجي، المعروف باسم المادة الرمادية.
المصدر صحيفة يقين الالكترونية