فتاة جرحت والأخرى قتلت.. ثم اختلط الحابل بالنابل
مصائب قوم عند قوم فوائد
لندن: «الشرق الأوسط»
لمدة خمسة أسابيع بلا توقف لازمت عائلة فانرين السرير الذي كانت ترقد عليه ابنتهم الشابة التي تكسرت عظامها وتشوه باقي جسدها من جراء حادث سيارة. وكانت العائلة تقيم الصلوات من اجل شفاء ابنتهم صاحبة الابتسامة العريضة وارجاعها من الغيبوبة التي لازمتها من وقت وقوع الحادث. وعندما تثاءبت في 15 مايو (أيار) الماضي تنفست العائلة الصعداء، واحتفلت مع العائلة والعديد من الأصدقاء والناس ممن كانوا يتابعون اخبارها على «البلوغ» (نشرة مدونة على الإنترنت)، كما سجلت نشرة «البلوغ» أول كلمات لها عندما نطقت بصعوبة بكلمة «مرحبا» مع الممرضة.
الا ان يوم الأربعاء الماضي كتب اقتباسا من الانجيل في نشرة «البلوغ» الإخبارية يبين ان «الرياح تجري بما لا تشتهي السفن» وان قصة لورا فانرين اخذت بعدا انسانيا مؤلما. واتضح للعائلة التي سهرت الليالي وقامت على رعاية ابنتها، ان لورا، 22 عاما، لم تكن هي لورا، وانما ويتني سيراك، 18 عاما، التي كانت هي الأخرى في نفس السيارة وقت وقوع الحادث. واتضح ان لورا قتلت في الحادث ودفنت من قبل عائلة سيراك التي اعتقدت ان القتيلة هي ابنتهم.
وقالت عائلة لورا: «تألمت قلوبنا كثيرا عندما اكتشفنا ان الشابة التي رعيناها خلال الأسابيع الماضية لم تكن ابنتنا الحبيبة لورا. لقد حصل خلط في الهوية وقت وقوع الحادث، كان هناك شبه كبير بين لورا وويتني، كلتاهما اشقر البشرة وتتمتعان بنفس البنية ولون الشعر وحتى تقاسيم وجهيهما كانتا متشابهة».
وتصدرت صور الشابتين معظم الصحف البريطانية، رغم ان القصة أميركية بسبب بعدها الانساني، كما تناقلت الخبر أمس نشرات الأخبار التلفزيونية والاذاعية. ورفضت أمس العائلتان التكلم في الموضوع مع الصحافة، كما رفضت سلطات المستشفى في ولاية ميتشيغن الأميركية، حيث كانت تعالج لورا (ويتني)، اعطاء المزيد من التفاصيل. وقع الحادث في 26 ابريل (نيسان) الماضي، وكانت لورا ووتني تستقلان ناقلة صغيرة مع عدد من الطلاب انقلبت على احد الطرق السريعة، وتوفي فورا نتيجة لذلك اربعة طلاب وأحد المرافقين من هيئة التدريس. ونتيجة لقوة الاصطدام قذفت (ويتني) اكثر من 15 مترا في الهواء واستقر جسدها في وسط الطريق، ونقلت بعدها الى المستشفى مع بطاقات هوية (لورا) التي كانت بجانبها. وقال الطبيب الشرعي، كما ذكرت صحيفة (الغارديان) في تقريرها من واشنطن، انه بسبب سرعة تلاحق الأحداث لم تر أية فحوص للتأكد من هوية المصابين وكذلك لم يطلب من الأهل التقدم للتعرف على هوية الضحايا، واضاف الطبيب الشرعي رون مووري هذا فعلا ما يمكن وصفه بمصيبة المصائب. وحسب نشرة «البلوغ» التي دونت فيها عائلة فانرين ايام الرعاية فان شقيقة «لورا» بدأت تشك في ان المريضة هي شقيقتها، لان بعض ما نطقت به لم يكن منطقيا. وبدأت العائلة تشك في هوية ابنتها، وطلبت من سلطات المستشفى اجراء فحص للأسنان لتحديد هوية المريض وهذا ما قام به المستشفى واكتشف وقتها الخلط بالهوية. وحسب التقارير الاخبارية فإن عائلة فانرين استمرت في الوقوف الى جانب «ويتني»، وتشجيعها على مقاومة الآمها والقيام بالصلوات من اجل شفائها. وعبر اصدقاء «لورا» و«ويتني» عن غضبهم لما حدث لعائلة زميلتهم «لورا» وفرحوا في نفس الوقت لأهل زميلتهم الأخرى.