قال الله تعالى: (وبشر الذين امنوا و عملوا الصالحات ان لهم جنات تجري من تحتها الانهار كلما رزقوا منها من ثمرة رزقا قالوا هذا الذي رزقنا من قبل و اتوا به متشابها ولهم فيها ازواج مطهرة وهم فيها خالدون) (البقرة 25)
فتامل جلالة المبشر ومنزلته وصدقه و عظمة من ارسله اليك بهذه البشارة وجمع سبحانه في هذه البشارة بين نعيم البدن بالجنان وما فيها من الانهار و نعيم النفس بالازواج المطهرة و نعيم القلب و قرة العين بمعرفة دوام هذا العيش ابد الاباد وعدم انقطاعه
والمطهرة التي طهرت من الحيض و البول والنفاس والغائط والمخاط والبصاق وكل قذر وكل اذى يكون من نساء الدنيا فطهر مع ذلك باطنها من الاخلاق السيئة و الصفات المذمومة وطهر لسانها من الفحش و البذاء وطهر طرفها من ان تطمع به الى غير زوجها و طهرت اثوابها من ان يعرض لها دنس او وسخ
والحور جمع حوراء وهي المراة الشابة الجميلة البيضاء شديدة سواد العين
قال زيد بن اسلم : الحوراء التي يحار فيها الطرف
وقال مجاهد : الحوراء التي يحار فيها الطرف من رقة الجلد و صفاء اللون
قال الله تعالى( فيهن قاصرات الطرف لم يطمثهن انس قبلهم ولا جان فباي الاء ربكما تكذبان كانهن الياقوت و المرجان)
والمفسرون كلهم على المعنى : قصرن اطراف ازواجهن عليهن فلا يدعهم حسنهن و جمالهن ان ينظروا الى غيرهن
وقال منصور عن مجاهد : قصرن ابصارهن و قلوبهن و انفسهن على ازواجهن فلا يردن غيرهن
(لم يطمثهن انس قبلهم ولا جان) : اي لم يجامهن في هذا الخلق الذي انشئن فيه انس و لا جان
(كانهن الياقوت و المرجان): اي صفاء الياقوت في بياض المرجان وذلك ان المراة من نساء اهل الجنة لتلبس عليها سبعين حلة من حرير فيرى بياض ساقيها من ورائهن
قال الله تعالى : (حور مقصورات في الخيام)
قيل: اي قصرن على ازواجهن فلا يردن غيرهم ولا يطمحون الى من سواهم
قال تعالى : (انا انشانهن انشاء فجعلنهن ابكارا عربا اترابا لاصحب اليمين)
(انا انشانهن انشاء) : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : يعني الثيب و الابكار اللاتي كن في الدنيا
عن ام المؤمنين عائشة رضي الله عنها قالت: ان النبي صلى الله عليه و سلم اتته عجوز من الانصار فقالت: يا رسول الله ادع الله ان يدخلني الجنة فقال نبي الله صلى الله عليه وسلم:ان الجنة لا يدخلها عجوز فذهب نبي الله صلى الله عليه و سلم فصلى ثم رجع اى عائشة فقالت عائشة: لقد لقيت من كلمتك مشقة ومشدة فقال رسول الله صلى الله عليه و سلم: ان ذاك كذاك ان الله تعالى اذا ادخلهن الجنة حولهن ابكارا
(عربا): وهن المتحببات الى ازواجهن الحسنة التبعل اي حسن مواقعتها و ملاطفتها لزوجها عند الجماع
العاشقة لزوجها
فجمع الله سبحانه وتعالى بين حسن صورتها وحسن عشرتها وهذا غاية ما يطلب من النسا وبه تكمل لذة الرجال بهن
قال تعالى (ان للمتقين مفازا حدائق و اعنابا و كواعب اترابا) : الكواعب جمع اعب و هي الناهد من المفلكات اللواتي تكعبت ثديهن و تفلكت واصل اللفظة م الاستدارة والمراد ان ثديهن نواهد كالرمان ليست متدلية الى اسفل و يسمين نواهد وكواعب
عن انس بن مالك رضي الله عنه ان رسول الله صلى الله عليه و سلم قال : لغدوة في سبيل الله او روحة خير من الدنيا و ما فيها ولقاب قوس احدكم او موضع قيده -يعني سوطه- من الجنة خير من الدنيا و ما فيها ولو اطلعت امراة من نساء اهل الجنة الى الارض لملات ما بينهما ريحا و لاضاءت ما بينهن ولنصيفها على راسها خير من الدنيا و ما فيها
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :والذي بعثني بالحق ما انتم فب الدنيا باعرف بازواجكم ومساكنكم من اهل الجنة بازواجكم و مساكنهم فيدخل رجل منم على اثنتين و سبعين زوجة مما ينشئ الله و ثنتين من ولد ادم لهما فضل على من انشا الله بعبادتهما الله عز وجل في الدنيا يدخل على الاولى منهما في غرفة من ياقوتة على سرير منذهب مكلل باللؤلؤ عليه سبعون زوجا من سندس واستبرق و انه ليضع يده بين كتفيها ثم ينظر الى يده من صدرها ومن وراء ثيابها و جلدها و لحمها و انه لينظر الى مخ ساقها كما ينظر احدكم الى السلك في قصبة الياقوت كبده لها مراة وكبدها له مراة فبينا هو عندها لا يملها و لاتمله و لاياتيها من مرة الا وجدها عذراء ما يفتر ذكره و لايشتكي قبلها فبينا هو كذلك اذ نودي : انا قد عرفنا انك لا تمل ولا تمل الا انه لا مني ولا منية الا ان تكون له ازواج غيرها فيخرج فياتيهن واحدة واحدة كلما جاء واحدة قال : والله ما في الجنة شئ احسن منك وما في الجنة شئ احب الي منك
عن ابي هريرة رضي الله عنه قال : قيل يا رسول الله هل نصل الى نسائنا في الجنة ؟ فقال: ان الرجل ليصل في اليوم الى مائة عذراء
عن عبدالله بن مسعود رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : سطع نور في الجنة فرفعوا رؤوسهم فاذا هو من ثغر حوراء ضحكت في و جه زوجها
منقول
سبحانك اللهم وبحمدك استغفرك ربي واتوب اليك