المبيدات الحشرية :-
يستعمل العالم المئات من أنواع المبيدات ويزداد عاماً بعد عام والعجيب كما يقول البروفوسور ديفن بيمرنتل من جامعة كورفيل أن هذا الاستخدام المكثف من المبيدات يقابله ازدياد في فقدان جزء من المحاصيل بسبب الحشرات حيث زادت هذه النسبة من 7% إلى 13% بعد خمسة عقود منذ استخدام هذه المبيدات عام 1945م فعلى سبيل المثال استخدمت الولايات المتحدة حوالي 1.2مليون باون(الباوند يساوي 420غرام) من المبيدات عام 1995م بزيادة 100مليون باون عن عام 1993م.
خلال الحرب العالمية الثانية طورت دول الحلفاء مجموعة مواد كيماوية لاستعمالها في حماية جنودها المتواجدين في المناطق الاستوائية من القمل وبعوض الملاريا وكان في مقدمة هذه الكيماويات الدي دي تي DDT . وبعد انتهاء الحرب توجهت شركات الصناعات الكيماوية وبزحم كبير إلى تسويق هذه الكيماويات إلى المزارعين لمكافحة الحشرات في المزارع وبعد مرور عدة سنين على ذلك تحولت نظرة المزارعين والمستهلكين للمنتجات الزراعية حيث أصبحت الخضار والفواكه التي تحوي ولو ندبه سوداء على سبيل المثال غير مقبول ولا تستحق أن تباع في الأسواق . وهذا ما ساعد على انتشار هذه المبيدات إلى أن أصبحت هذه المبيدات من أساسيات المزارع وتمّ إنتاج المزيد من أنواعها وكميتها دون دراسة أثارها على صحة الإنسان تماماً كما يحدث اليوم من ضغط لإدخال المنتجات الزراعية المعدلة جينياً للأسواق دون دراسة أثارها الصحية على الإنسان.
بعد عشرات السنين من استخدام هذه المبيدات اتضحت آثارها السلبية على الإنسان لقد أخذت طريقها وتسربت لجسم الإنسان أمّا عن طريق الغذاء حيث وجدت ترسباتها على المحاصيل الزراعية أو عن طريق الهواء الملوث بها بعد رش هذه المواد في المنازل والمدارس والمكاتب.
لقد أثبتت الدراسات والبحوث على هذه المبيدات بما لا يقبل الشك تأثيراتها المدمرة على الإنسان وتسببها بإصابة الإنسان بأمراض كثيرة ومن ضمنها السرطان. فبعد أن تتسرب هذه المبيدات إلى جسم الإنسان ببطئي ومع مرور الزمن وتتراكم في الأنسجة الدهنية مثل الثدي في المرأة أو البروستات عند الرجل فأحد الدراسات أظهرت أن خطورة الإصابة بسرطان الثدي لدي النساء الذي وجد نسب عالية من الدي دي تي DDT في دمائهم أربعة أضعاف احتمالية إصابة النساء التي ليدهن مستوى منخفض من الدي دي تي في دمائهن.
يوجد اليوم عشرات الأنواع من المبيدات الحشرية والفطرية والعشبية تنتج بكميات هائلة تلوث البيئة والإنسان فعلى سبيل المثال وجد في ولاية كاليفورنيا 55 نوع من المبيدات المسرطنة موجودة في الأغذائية واكثر من 50 نوع من هذه المبيدات موجود في المياه الجوفية .
أننا عندما نتناول الخضار والفواكه ( الغير مغسولة جيداً وان كان هذا الغسيل لا يزيل أثارها تماماً ) والعصائر فأننا بلا شك نتناول معها تشكيلة واسعة من المبيدات وان كان بكميات ضئيلة ولكنها ومع مرور الزمن تتراكم في أجسامنا .
وحتى اللحوم سواء الأغنام أو الأبقار أو الدواجن فأنها تنقل لنا المبيدات مع تناول لحومها المشبعة بتراكمات هذه المبيدات والتي انتقلت إليها من خلال تناولها لأعلاف مرشوشة بهذه المبيدات وغالباً بكميات اكبر بكثير من المسموح به ولاسيماً أن هذه الأعلاف تقدم للحيوانات بدون غسيل مما يعظم الكميات التي تدخل أجسام الحيوانات وبالتالي تنتقل لمستهلكي لحومها من بني البشر .
تعتبر وكالة حماية البيئة في الولايات المتحدة الأمريكية أن 60% من المبيدات التي تستخدم في إزالة الأعشاب الضارة في المزارع و90% من المبيدات الفطرية و30% من المبيدات الحشرية مواد مسرطنه.
وتدرج بقايا هذه المبيدات المتبقية في الغذاء السبب الرئيسي الثاني للإصابة بالسرطان من ملوثات البيئة .
وفي النهاية شئنا أو أبينا فلابد من التسليم المبيدات تتسرب إلى أجسامنا وان مضارها كبيرة والحل هو بالتوجه إلى المحاصيل الطبيعية وتنقية أجسامنا بين فترة وأخرى بنظام التنقيه ليوم اوثلاثه ايام