وحيدة .. خائفة .. حزينة .. محطمة
هكذا أصبحت بعد أن همستَ لي :سأرحل
كلمة كدويٌ مزق قلبي إلى أشلاء مبعثرة
لماذا رحلت وتركتني أعاني ..أتراك نسيت أيها الملك العاشق؟
نعم الملك العاشق هكذا كنت وسأذكرك بالذي مضى
كنت كمن حاولوا قبلك أن يخترقوا قلاعي المحصنة وفشلوا جميعاً
أما أنت فبسهام نظراتك أرديت حراسي قتلى
وبعواصف همسات حبك دمرت أسواري المنيعة العالية
ووطأت جحافل جيوشك قلبي فأصبحت أنت الملك المنتصر
لم يكن بيدي إلا أن ارفع راية استسلامي وأعلن انهزامي
فأصدرت قرارك بالحكم عليَ بالحب لابد الزمانِ
واودعتني في زنزانة قلبك وأصبح اسمي ملكة حياتك
هل تذكر عندما أطلقت اسر شعري من ضفائري وهمست لي
بأن أرخي سدول ليلي على أكتافي ليتراقص على الحان النسمات طرباً
جعلتني أعيش في ربيع دائم وأنسيتني لهيب صيفي وحزن خريفي وصقيع شتائي
كانت الكلمات تسقط خجلاً لعجزها عن التعبير عما تختلج به مشاعرنا
فتحولت النظرات مترجما عن كل اللغات
هكذا كنت بوجودك قربي فأنظر ماذا فعل بي رحيلك :
أصبحت حبيسة زنزانة من جليد بارد باهت قاسي لايواجهه سوى
لهيب أشواقي وبراكين إحساسي
بدلاً من تيجان الورود التي كنت تزين بها شعري أصبح هنالك
أشواك قاسية تدمي رأسي وتذبح أحلامي
وألفيتُ أغلال من الصفصاف
الحزين تقيد معاصمي
بعد إن كنت تحيطها بأساور من النرجس والياسمين
فهل ترضى ياحبيبي وملكي ومدمري بهذه الأشواك والأغلال ؟
لماذا لاتجيبني ... لماذا لاتعود ؟
وأنتَ أيها البحر الهائج ماذا بك؟ .. ياشمس الغروب لماذا تختبئين خلف غيوم سوداء؟
أيتها الطيور المرفرفة لما أنتِ اليوم مهاجرة ؟
لم يكن هذا حالكم عندما شهدتم على محكمة حبي فهل تعانون مثلما أعاني؟
أيها العاشق القاسي الم تقل لي عيناك أن انتظرك وقت الغروب
عند بحر العشاق وتحت رقص الطيور
انتظرت وانتظرت وانتظرت لكنك لم تأتي
لم أكن اعرف إن هنالك ملكاً يتخلى عما ملكه ويرحل بدون عنوان
عد إليَ ... عد إليَ ... عد إليَ