دفعت موجة غلاء أسعار الأضاحي في عيد الأضحى المصريين إلى "تأجير" خروف العيد لأيام محددة، على أن يتم إرجاعه إلى مالكه تحت جنح الظلام.
وتختلف كلفة التأجير بحسب عدد الليالي التي سيقيم فيها الخروف أمام منزل أو مدخل بيت "المستأجر"؛ حيث يصدر مأمأته على مدار ساعات الليل والنهار، ليعلن شهادته بأنه في ضيافة أهل المنزل.
وعادة ما تكون قيمة الإيجار جنيها واحدا في اليوم، بالإضافة إلى تقديم العلف والماء للحيوان، والتي تصل إلى نحو 3 جنيهات يوميا. بينما يتعين على المستأجر ترك بطاقته الشخصية كرهن عند التاجر، لحين إعادة الخروف إلى مالكه الأصلي.
وعلى الرغم من حالة الغضب التي تسود تجار الخراف الحية، بسبب كساد بضاعتهم، إلا أنهم وجدوا في "التأجير" بعض السلوى، خاصة وأن المستأجر يتحمل إطعام الخروف. أما فائدة المستأجر فتتمثل بمحافظته على وجاهته الاجتماعية، فضلا عن توفير الفرصة لصغاره للهو بالخروف، لكن من دون الاستفادة بلحمه.
وتنقل صحيفة "القدس العربي" الأربعاء 18-12-2007 عن عبود عبد الهادي، وهو أحد تجار الخراف بمدينة السلام بالقاهرة، بيعه ما لا يزيد عن 20 خروفا خلال شهر كامل، وهو رقم يصفه بالضئيل جدا، مقارنة بالأعوام السابقة، التي كان يبيع فيها أكثر من مئة خروف في الفترة نفسه.
ويشير عبود إلى أنه تفاجأ بعدد من زبائنه المعتادين، يطلبون منه السماح لهم باستضافة أحد خرافه أمام المنزل حتي مرور أول أيام العيد، وذلك بعد أن ألم بهم العوز واجتاحهم الفقر بسبب تردي أوضاعهم الاقتصادية نتيجة لارتفاع الأسعار.
ويتحدث والد عبود، الحاج عبد الهادي، الذي ورث مهنة تجارة الخراف عن آبائه، عن تردي أحوال تجارته عن زمن السبعينيات والثمانينيات، حين كانت التجارة في أوج ازدهارها، "عكس ما يحدث الآن حيث ينتظر التاجر مرور يوم قبل أن يتمكن من بيع خروف ليربح منه بالكاد مائة جنيه، على مدار موسم عيد الأضحى، بينما يحاصره الكساد بقية العام، فقلما يبيع خروفا واحدا خلال أسبوع.
ويعترف كمال عبد القادر، أحد مربي الماشية بمحافظة الجيزة، بأنه بات من المألوف بالنسبة إليه أن يطرق بابه أحد المعارف طالبا منه استعارة خروف خلال موسم العيد، على أن يقوم بإعادته بسلام ولكن تحت جنح الظلام، وذلك بعد أن يكون قد حافظ علي هيبته بين الأصدقاء والجيران.