تشير دراسات حديثة إلى أن 90% من الحالات التي تعاني من الاستسقاء في البطن عند مرضى الكبد تستجيب للعلاج، في حين أن 10% تستعصي على العلاج، ويطلق عليها في هذه الحالة “الاستسقاء صعب العلاج”.
ويقول الدكتور محمد البكل أستاذ الأمراض الباطنة والكبد بكلية الطب جامعة عين شمس ان الاستسقاء المستعصي على العلاج ناتج عن حالة متقدمة في تليف الكبد ينتج عنها زيادة ضغط الوريد البابي، وزيادة نسبة الصوديوم في الكبد، لذلك لا تجدي هنا مدرات البول في علاج الحالة.
واوضح انه قبل تشخيص تلك الحالة يجب التأكد من أن المريض ملتزم بالامتناع عن الملح في الطعام وذلك بتحليل نسبة الصوديوم في البول.
ويضيف إن هناك عدة طرق للتغلب على الاستسقاء صعب العلاج أهمها إجراء عملية زرع كبد للمريض.
وقال: إن الطرق الأخرى تتمثل في إجراء عمليات بذل متكررة كل 3 أسابيع، وإذا احتاج المريض إلى البذل أكثر من 3 مرات شهريا يتم استخدام وسيلة أخرى للعلاج تسمى “تيبس” عن طريق عمل وصلة بين الوريد البابي الدورة البابية والوريد الأجوف في القلب الدورة الدموية داخل الكبد، وذلك بإدخال قسطرة ودعامة من خلال أوردة الرقبة، والتخدير يكون موضعيا.
وأشار إلى أن الهدف من تلك العملية هو تقليل الضغط على الوريد البابي الذي يعتبر السبب الرئيسي لحدوث الاستسقاء وهي تحدث استجابة سريعة وتقلل أيضا الضغط في دوالي المريء.
وأوضح أنه من عيوب هذه الطريقة أنها قد تؤدي إلى حدوث الغيبوبة الكبدية في 30% من الحالات لأن السموم تنتقل بسرعة وبشكل مباشر إلى الدورة الدموية دون المرور إلى الكبد لفلترتها.
كما ان من عيوبها أيضا أنه قد يحدث انسداد للوصلة بين الوريد البابي والوريد الأجوف بعد تركيب الدعامة.
وقال إنه في حالة نادرة من الاستسقاء صعب العلاج يتم اللجوء إلى تركيب أنبوبة تصل إلى تجويف البطن منطقة الاستسقاء وأوردة الرقبة لسحب المياه من البطن ونقلها إلى داخل الدورة الدموية، وهذه الطريقة غير شائعة الاستخدام.
وأوضح أن الاستسقاء هو وجود مياه في تجويف البطن، ومن أبرز أسبابه تليف الكبد الناتج عن الالتهاب الكبدي الفيروسي “بي” والفيروسي “سي” وعن البلهارسيا وتناول الكحوليات.
وفي بعض مراحل مرض الكبد قد يحدث الاستسقاء نتيجة ارتفاع الضغط في الوريد البابي، وهو من أكثر مضاعفات تليف الكبد شيوعا، بالإضافة إلى دوالي المريء والغيبوبة الكبدية.
تليف الكبد يؤدي إلى ارتفاع الضغط في الوريد البابي ونقص في تصنيع الجسم للألبومين، وهذان العملان يؤديان إلى حدوث الاستسقاء حيث إن زيادة الضغط في الوريد البابي يؤدي إلى تمدد الأوردة في البطن، فيزداد الارتشاح وفي ذات الوقت تزيد عملية امتصاص الصوديوم مع السوائل في الكلى مما يؤدي إلى الارتشاح وتجمع المياه في تجويف البطن.
وأكد أن 90% من حالات الاستسقاء تستجيب للعلاج الطبي الذي يشمل امتناع المريض عن تناول الأملاح لأنها تؤدي إلى زياد امتصاص السوائل من الأمعاء إلى داخل الجسم، ما يزيد من حالة الاستسقاء.
ويشمل العلاج الطبي إعطاء مدرات البول تحت الإشراف الطبي، وذلك بشكل تدريجي، وتزداد الجرعة حسب استجابة المريض.
إذا كانت كمية المياه في تجويف البطن كبيرة يتم اللجوء على سحب جزء منها عن طريق “البذل” مع إعطاء المريض مدرات البول، ويتم في تلك العملية سحب 5 لترات من المياه، وذلك لتجنب إعطاء المريض الألبومين بعد البذل، أما إذا تطلبت الحالة سحب كمية أكبر من المياه فلا بد من إعطاء المريض الألبومين.
بعد عملية البذل يحدث هبوط في ضغط الدم وقد تتأثر الكلى حيث تقل كمية الدم الذاهبة إليها وفي ذات الوقت تزيد نسبة الكرياتينين مما يؤدي إلى قصور في وظائف الكلى، لذلك يتم إعطاء الألبومين كوقاية ولمنع تلك المضاعفات.
يراعى مع إعطاء مدرات البول متابعة وزن المريض يوميا بحيث لا يزيد نقصان الوزن عن نصف كيلوجرام في اليوم إذا لم يكن المريض يعاني من تورم في القدمين إما إذا كان هناك تورم في القدمين يجب ألا يزيد نقص الوزن عن كيلوجرام واحد في اليوم، كما يتضح بعمل تحاليل دورية للكرياتينين والصوديوم والبوتاسيوم لعدم حدوث مضاعفات