التصلب اللويحي المتعدد Multiple Sclerosis هو مرض نسيجي يصيب «المادة البيضاء» من النظام العصبي المركزي (الدماغ والحبل الشوكي)، حيث تمثل المادة البيضاء مواد دهنية عازلة للألياف العصبية المسؤولة عن إرسال إشارات التواصل ضمن النظام العصبي المركزي، وبين النظام العصبي المركزي والأعصاب الطرفية المرتبطة بالأعضاء المختلفة في الجسم. ويتسبب المرض في تلف وفقدان المادة التي تعزل العصب.
وحيث أن مناطق الضرر أو التلف العصبية تسمى «لويحات» اذا أطلق على المرض اسم تصلب لويحي. ولظهور الالتهابات في مناطق عشوائية متعددة من المادة البيضاء في النظام العصبي المركزي، تم إضافة كلمة «المتعدد»، فأصبح اسم المرض التصلب اللويحي المتعدد».
* أعراض المرض يقول رئيس الجمعية العلمية السعودية للأشعة بالمملكة العربية السعودية الدكتور سطام سعود لنجاوي، إن تصلب الأنسجة المتعدد يصيب النساء أكثر من الرجال، وخصوصاً الفئة ما بين 20 ـ 40 سنة، ولكنه نادراً ما يبدأ في الطفولة. وأنه يصعب، سريرياً، وصف حالة التصلب اللويحي المتعدد، لأنها حالة متقلبة ومتغيرة جداً. ويمكن أن يتغير نوع وشدة الأعراض كثيراً استناداً إلى أجزاء النظام العصبي المركزي المتأثرة ومدى الضرر الحاصل. ومن أهم الأعراض الشائعة:
ـ الإعياء والضعف المفاجئ.
ـ عدم الرؤية بوضوح، أو ازدواج الصور البصرية.
ـ تخدر الأطراف.
ـ اضطراب في جهة واحدة من الجسم.
ـ صعوبة المشي. ـ فقدان التوازن. ـ عدم القدرة على التحكم في التبول.
ـ رجفان في الأطراف.
وقد تزول هذه الأعراض وتختفي بعد النوبة الأولى مدة أشهر أو سنوات، ثم تتبعها نوبة أخرى. وتتفاوت فترات النوبات والهدوء، وتستمر لعدة سنوات ثم تزداد الأعراض سوءا بشكل تدريجي.
ولا يمكن أن يصاب شخصان بذات الأعراض، بل يختلف وصف المرض لكل شخص بشكل كامل، كاختلاف بصمات الأصابع. على أية حال، فإن التطورات المختلفة للمرض، سواء ضمن الفرد أو ضمن المجموعة، يختلف أساساً في توقيته، وموقعه، وشدته.
ويضيف د. لنجاوي أنه بالرغم من أن أبحاثاً جديدة تشير بأن التركيب الكيميائي الحيوي للأنسجة التالفة، قَد يتفاوت بين الأشكال المختلفة من المرض، إلا أن هذا ليس السبب خلف الأعراض المختلفة جداً للمرض، بل لأن ضرر العصب في موقع ما يسبب أعراضاً مختلفة جداً من الضرر إلى عصب آخر.
وعموماً، يمكن أن يواجه المصابون بتصلب الأنسجة المتعدد خسارة جزئية أو كاملة لأي وظيفة تحت سيطرة الدماغ أو الحبل الشوكي أو تمر خلالهما.
* الأسباب والتشخيص لا يزال سبب هذا المرض مجهولاً، وقد يكون فيروسا بطيء التطور أو تفاعلا مناعيا ذاتيا أو الاثنين معا أو عاملا بيئيا.
هل يتبع المرض منطقة جغرافية محددة؟
يحصل التصلب اللويحي المتعدد في المناطق ذات المناخ المائل إلى البرودة، أكثر من المناطق الحارة، ولكن لوحظ مؤخرا عدم دقة هذه الفرضية، فعلى الرغم من عدم وجود إحصائيات دقيقة عن نسب انتشاره في الدول العربية، إلا أن الملاحظات الطبية تدل على أنه موجود بنسب متفاوتة، ولكن غير نادرة.
ويعتمد تشخيص المرض على ثلاثة أسس:
ـ الأعراض التي يشتكي منها المريض كما هي مذكورة أعلاه، والتي تعتمد في تقديرها على مهارة الطبيب وخبرته. ـ الفحوصات المخبرية التي تتمثل أساسا في بزل وتحليل سائل النخاع، وكذلك فحص الموجات الكهربائية في الأعصاب السمعية والبصرية. ـ التصوير الطبي للدماغ بالرنين المغناطيسي، والذي يعتبر الأكثر أهمية ودقة من جميع ما سبق في تشخيص المرض، حيث أنه يظهر وبدقة متناهية التغيرات التي تصيب الجهاز العصبي، والتي عادة ما تأخذ أشكالا وتوزيعا محددا وتصيب أماكن معينة من المخيخ والنخاع المستطيل والمادة البيضاء من المخ والحبل الشوكي. كذلك فإن إضافة فحص الصبغة إلى فحص الرنين المغناطيسي يساعد على تقييم مدى نشاط المرض.
ويحتاج المرضى المصابون بهذا المرض إلى المتابعة المتكررة بفحص الرنين المغناطيسي لمساعدة الطبيب المعالج لتحديد سرعة وطريقة تطور المرض.
* العلاج بالإضافة إلى العلاج الدوائي الموصوف من الأطباء المختصين في أمراض المخ والأعصاب، فإن بعض الخبراء يعتقدون بأن الحمية الغذائية قد تكون فعّالة في معالجة تصلب الأنسجة المتعدد بما في ذلك التالي:
ـ تجنب الأطعمة التي تحتوي على الغلوتين (مادة غرويّة) وهذا يعني تجنب كل الحبوب ـ الحنطة، والشعير، والشوفان ـ والمواد الغذائية التي تحتوي عليها مثل: حبوب الإفطار «الرقائق»، المعكرونة، الخبز الأبيض، الكعك، والبسكويت والأطعمة الأخرى التي تحتوي على الطحين، والأطعمة التي تحتوي على منتجات الألبان (الحليب السائل، القشدة، الزبد، الجبن).
ـ تجنب السكر المكرر واستبداله بالعسل الطبيعي، وسكر الفاكهة.
ـ تجنب الدهون الحيوانية المنخفضة، والدهون غير المشبّعة، وهذا يشمل لحم البقر، والجمل، والبط ولحوم الحيوانات المربية في المزارع. ويمكن استبدالها باللحوم البرية.
قد يستجيب كل شخص بشكل مختلف على الحمية، لذلك لا تعقد الآمال عليها، وتذكر بأن اتباع الحمية لا يغني عن استشارة الطبيب المختص أو العلاج الدوائي الموصوف.
يمكن أن يساعد العلاج الفيزيائي على تقوية العضلات، ومساعدة المصابين على استعادة نشاطهم بعد النوبات القوية من المرض، وينصح باستشارة الطبيب المختص عن الحالة قبل البدء في أي نوع من العلاج، وقبل استعمال أي فيتامين، حيث يجب أن يحدد الطبيب نوع العلاجات المسموح بها للمريض كل حسب حالته.