في جريمة هزت المجتمع وكشفتها الشرطة في 120 دقيقة
وافد يفصل رأس رفيقه ويلقي به في النفايات
منصور الشهري (الرياض)
لا زال سكان حي العليا وسط العاصمة الرياض يتبادلون احاديث الدهشة من الحادثة التي وقعت الاسبوع الماضي بقتل وافد يعمل سائقاً لدى اسرة سعودية زميله السائق الآخر لدى نفس الاسرة بشكل اجرامي متجرد من الانسانية وذلك بفصل رأسه عن جسده.
أبعاد الجريمة
بدأت ابعاد الجريمة عندما نشب خلاف بين السائقين اللذين يعملان لدى عائلة سعودية ويحملان جنسية احدى الدول الشرق آسيوية.. ويقطنان داخل غرفة مخصصة لهما في المنزل الكائن بحي السليمانية شمال الرياض اذ اقدم القاتل على ترصد الضحية لتنفيذ جريمته البشعة واقتنص الفرصة المناسبة ليقوم بتوجيه تسع طعنات عشوائية لزميله بآلة حادة «سكين» تركزت في الصدر والرقبة وكانت كافية لقتله الا انه لم يكتف بذلك بل قام بفصل رأس الضحية عن جسده ووضعه داخل كيس بلاستيك وتجريده من كافة ملابسه وتغطيته بأكياس بلاستيكية.
الرأس في النفايات
وبجراءة كبيرة قام القاتل بنقل الضحية عبر سيارة العائلة الى ارض فضاء تقع بحي العليا ورميه هناك بعيداً عن الأعين حيث قام بوضع رأس وملابس الضحية داخل كيس نفايات ورميها بحاوية نفايات داخل حي الملز الذي يبعد عن موقع الجثة حوالى سبعة كيلو مترات بهدف تعقيد عملية التعرف على الضحية اذا كشف امره من الجهات الامنية.
خطة طوارئ
وأوضح لـ «عـكاظ» المتحدث باسم شرطة منطقة الرياض الرائد سامي بن محمد الشويرخ انه فور تلقي الدوريات الأمنية البلاغ عن وجود جثة رجل بدون رأس في ارض فضاء بحي العليا انتقل الى الموقع فريق من المحققين وخبراء الأدلة الجنائية وضباط البحث والتحري حيث تبين من المعاينة الأولية وجود تسع طعنات في الجثمان كما عمد القاتل الى فصل الرأس ونقله لمكان آخر لتصعيب عملية التعرف على هوية القتيل، مشيراً الى انه تم تكليف شرطة السليمانية بإعداد خطة طوارئ عاجلة من خلال نشر فرق وعناصر البحث والتحري في موقع الحدث والمواقع القريبة منه، مبيناً ان المعطيات الأولية اشارت بنسبة كبيرة الى ان القتيل من احدى الجنسيات الشرق آسيوية وذلك على حسب بنيته وأوصافه الجسمية بالاضافة الى اسلوب ارتكاب الجريمة.
وقال الشويرخ انه بالتحريات الموسعة وسط الجاليات الشرق آسيوية التي تقطن الحي والاحياء المجاورة تبين وجود عائلة سعودية لديها سائقان من نفس الجنسية واحدهما متغيب عن منزل كفيله، مؤكداً انه تم استدعاء السائق الآخر، ومساءلته عن زميله واذ ذكر في بداية الأمر انه لايدري اين ذهب، ملفتاً ان المحققين اشتبهوا في صحة اقواله بالاضافة الى ملاحظة بعض الجروح والكدمات الحديثة بجسده فتم ايقافه ومالبث إلا ان اقر بقيامه بقتل زميله بسبب خلاف بينهما.
وشرح المتحدث باسم شرطة منطقة الرياض ان القاتل اكد قيامه بتسديد عدة طعنات بالصدر والرقبة ثم قام بفصل رأسه عن جسده ورمى الجسد في ارض فضاء بعد تجريده من ملابسه وتغطيته بأكياس بلاستيكية اما الرأس والملابس فقام برميها في برميل نفايات بحي الملز، مضيفاً انه تم العثور على الرأس وتحريزها وبعثها مع الجثمان القتيل لمجمع الملك سعود الطبي مؤكداً ان شرطة السليمانية وثقت اعترافات الجاني شرعاً من المحكمة المختصة ثم احيلت لهيئة التحقيق والادعاء العام لإكمال الاجراءات النظامية.
120 دقيقة أوقعت القاتل
وسجلت شرطة منطقة الرياض نجاحاً في سرعة القاء القبض على منفذ الجريمة في وقت قياسي خلال ساعتين (120 دقيقة) حيث ذكر المتحدث باسم شرطة منطقة الرياض الرائد سامي الشويرخ انه تم الانتهاء من اكتشاف القاتل بعد تبلغ الشرطة بوجود جثة مفصولة الرأس مرمية بأرض فضاء بأحد احياء شمال الرياض حيث تم كشف هوية القتيل وهوية القاتل والقبض عليه وايقافه رهن التحقيق خلال ساعتين فقط من مباشرتها للحادث.
من قصص الخيال
«عـكاظ» قامت بزيارة الى حي العليا الذي شهد الحادثة وتحدثت لعدد من سكانه حيث ذكر محمد الزهراني انه لم يصدق ما سمعه عن حادثة القتل البشعة من قبل سكان الحي بعد صلاة العشاء من يوم الحادث ولم يتأكد من ذلك الا بعد ان شاهد الحادث في الصحف المحلية، مشيراً الى ان هذه الجرائم دخيلة على مجتمعنا.ووصف محمد عمر حادثة القتل وفصل الرأس بانها من قصص الخيال.
احصائيات
ووفق احصائيات عدد سكان مدينة الرياض فإن سكان حي العليا من السعوديين اكثر من 23 الف نسمة وغير السعوديين 31 الف نسمة.
ازدياد معدل الجريمة
وقالت استاذ مساعد علم الاجتماع بجامعة الرياض للبنات الدكتورة غادة بنت عبدالرحمن الطريف ان ظاهرة العمالة الوافدة اصبحت في دول الخليج عامة والمملكة خاصة من الظواهر المعقدة التي تتشابك مع ظروف هذه المجتمعات في المجالات الاقتصادية والاجتماعية والامنية، وعلى الرغم من مساهمة الوافدين الاجانب في قوة العمل بالمملكة الا ان للعمالة الاجنبية الوافدة تأثيراً سلبياً وخطيراً على المجتمع كما ان معدل الجريمة قد بدأ في الازدياد بسبب وجود العمالة الوافدة التي اصبحت تشكل خطراً على الامن في الوقت الحاضر وعلى المدى البعيد.
عوامل الجريمة
وابانت الطريف ان الكثير من الدراسات تشير الى ان ظاهرة الجريمة في اوساط الوافدين بالمملكة تختلف اختلافاً كبيرا من جنسية الى اخرى وان هذا الاختلاف يتأثر طردياً بظاهرة الجريمة في البلدان التي قدموا منها من حيث خصائص البيئة الاجتماعية والاقتصادية والثقافية بتلك الدول وكذلك بخصائص بيئتهم الاجتماعية خلال اقامتهم في المجتمع السعودي.
واشارت الى ان الكثير من العمالة الوافدة يمرون بمشكلات وازمات اقتصادية واجتماعية قد تؤدي بهم الى الجريمة وارتكاب المخالفات نتيجة لعدم التكيف مع ظروف الحياة الجديدة التي يواجهونها وبعضهم يعاني من البطالة والبعض الآخر يتقاضون اجوراً بسيطة لأن نسبة منهم لا تحمل اي مؤهلات او خبرات مما يكون دافعاً لارتكاب بعض المخالفات والجرائم من اجل تحقيق احلامهم بالثراء السريع.
كما ان هناك العديد من العمالة الوافدة التي تجهل الانظمة والتشريعات بالمملكة مع اختلاف القوانين الوضعية التي تحكم بها الدول التي جاءت منها العمالة الوافدة.
تفسير جرائم الوافدة
وفسرت الدكتورة غادة اهم الآثار الناجمة عن جرائم العمالة الوافدة قائلة: نجد ان مثل هذه الحوادث تعمل على احداث بعض الضغوط والايقاعات غير المواتية وذلك لانها تؤثر على نوع ومعدل ارتكاب الجريمة ونظراً لأن الجريمة مثلها مثل اية ظاهرة اجتماعية ترتبط ارتباطاً قوياً بالبناء الاجتماعي للمجتمع فان التغير الذي يطرأ على البناء الاجتماعي للمجتمع يتحدد بالتالي على نوع ومعدلات الجريمة هذه الجرائم التي تؤثر على كافة مجالات الحياة الانسانية