يعتزم البرلمان الفرنسي الثلاثاء اتخاذ قرار نهائي بشأن حظر ارتداء النقاب في البلاد.
وكان الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي قد صرح في يونيو/حزيران الماضي أن "ارتداء النقاب غير مرحب به في فرنسا".
وأكد ساركوزي حينها أن المشكلة تكمن في أن النقاب ليس رمزا دينيا، بل هو دلاله على فقدان المرأة لحريتها وكرامتها، وإذلالها للجنس الآخر.
وتدرس لجنة مكونة من 32 نائبا قرار حظر النقاب، وما إذا كان هذا الأمر سيؤثر على علمانية فرنسا أم لا.
وبموجب هذا القرار، ستمنع النساء اللاتي يرتدين النقاب من الاستفادة من الخدمات العامة، كركوب المواصلات، والخدمات الطبية، وغيرهما.
ومن المتوقع أيضا أن يتم فرض غرامة قدرها ألف دولار على من تخالف هذا القانون الجديد.
وخلال أيام من إعلان ساركوزي، هدد تنظيم القاعدة في شمال أفريقيا بالانتقام من فرنسا "بكل الطرق وفي أي مكان"، وفقا لبيان نشر على أحد المواقع الإلكترونية التابعة للتنظيم.
وقال أبو مصعب عبد الواحد، قائد تنظيم القاعدة في شمال إفريقيا: "لن نحتمل مثل هذه الاستفزازات، وسننتقم من كل من يقدم عليها."
ووفق استطلاع للرأي أجرته مجلة Le Point الفرنسية، يؤيد أكثر من نصف الفرنسيين قرار حظر النقاب.
فقد وجد الاستطلاع أن 57 في المائة من الفرنسيين يعتقدون أنه من غير القانوني ارتداء النقاب وتغطية الوجه في الأماكن العامة.
ويرى معظم المؤيدين لهذا القرار أن النساء عادة ما يرتدين النقاب رغما عنهن، وبفرض من الأزواج، أو الآباء أو الأخوة، وهو الأمر الذي تعارضه بعض اللاتي يرتدين النقاب، إذ يؤكدن أن قرارهن جاء باختيار شخصي.
ونظرا لكون الجالية المغاربية هي الغالبة في فرنسا، فمثلا مبروكة بوجناح وصديقتها أم خير، يفضلن تغطية وجوههن لدوافع التقوى والإيمان، حتى أن أم خير تؤكد أن بعضا من صديقاتها يرتدين النقاب رغما عن أزواجهن.
غير أن عددا من المسلمين أنفسهم يرون أن النقاب لا يرمز إلى أي ركن من أركان الإسلام، مدللين على أنه في القرآن، لا وجود لأي آية تدعو المسلمات إلى ارتدائه، وفقا للإمام حسن شلغومي، رئيس المركز الإسلامي في درانسي.
وكان البرلمان الفرنسي قد أصدر قرارا في 2004 يمنع الفتيات المسلمات من ارتداء الحجاب في المدارس العامة، كما منع جميع الرموز الدينية من الظهور في العلن، مثل عمامة السيخ، والصليب المسيحي، وقلنسوة اليهود.
يذكر أن عدد المسلمين في فرنسا يبلغ 3.5 مليون مسلم، ويمثلون ستة في المائة من السكان، وفقا لمنتدى "بيو" للحياة العامة والدينية.