قد تبدو قصة الشيخ نصري أبو غلوس غريبة، لكنها واقعية لرجل أردني يبلغ من العمر 58 عاما تزوج في حياته 15 امرأة -حتى الآن- وأنجب 31 ابنا، ويكني نفسه بـ"الداعي إلى ستر بنات المسلمين"، وهو نائب رئيس جمعية تعدد الزوجات، كما هو واضح على بطاقة التعريف التي يوزعها على زواره.
في أعلى بطاقته تقرأ الآية الكريمة "فانكحوا ما طاب لكم من النساء مثنى وثلاث ورباع"، ويضع على يسارها هلالا بداخله أربع نجمات مختلفات الألوان.
ويشرح أبو غلوس شعار جمعيته ويقول "الهلال هو الرجل، والنجمات هن النساء اللواتي أحل الله للرجل الجمع بينهن".
ويضيف "تعمدت وضع كل نجمة بلون لأن النساء غير متشابهات". وعن التعريف بنفسه على أنه "نائب رئيس جمعية تعدد الزوجات" قال "هذه جمعية افتراضية وأنا نائب لعديلي السعودي الذي تزوج نحو 20 من النساء ولديه اليوم أكثر من 60 ابنا".
الأصل التعدد
وبرأي أبو غلوس –وهو تاجر أدوات صحية في العاصمة عمان- فإن "الأصل هو التعدد"، وزاد "أنا أنتمي لمدرسة لديها من النصوص الشرعية ما يكفي للدلالة على أن الأصل هو التعدد والاستثناء هو الزواج بواحدة".
وأثناء مقابلة مع أبو غلوس دخل أكثر من عشرة أطفال لتقبيل الأب والجلوس في أحضانه، وفاجأنا بالقول بأن من بين الأطفال من أمهاتهم مطلقات.
وقال لدي في عمارتي اليوم أربع زوجات على ذمتي، وثلاث زوجات مطلقات اخترن أن يبقين في بيوتهن، وزاد "الله يشهد أنني أعامل كل أبنائي المعاملة نفسها وأعدل في واجباتي نحو زوجاتي".
وعن سبب طلاقه لـ11 امرأة يشرح "السبب الرئيسي هو رغبة الزوجة، ومنحت المطلقات كامل حقوقهن ومنها حق الإقامة في عمارتي لمن تريد".
ويهاجم أبو غلوس الرجال الرافضين للتعدد ويصفهم بـ"الجبناء"، وباستهجان تساءل "تخيل أن بعض الرجال خاف من حمل بطاقتي التعريفية خوفا من أن تراها زوجته؟". ويرى أن المرأة التي تحرم التعدد على زوجها "تحرم ما أحل الله".
وقال "منع التعدد يشيع الفاحشة في كثير من الأحيان"، ويطالب بالنظر لما تعانيه المجتمعات الغربية من "ظلم للمرأة"، ويؤكد أنه يدعو كل رجل "قادر ماديا وجسديا ويمكنه العدل بين الزوجات" إلى التعدد.
وكانت دراسة أعدتها جمعية العفاف الخيرية كشفت عن وجود نحو 100 ألف امرأة لم يسبق لهن الزواج في الأردن رغم تعديهن سن 35 عاما.
ويثور جدل في المجتمع بين مؤيدي تعدد الزوجات والرافضين له لا سيما من جمعيات الدفاع عن حقوق المرأة.
العرض والطلب
وبرأي الكاتب ياسر الزعاترة –الذي تناول قضية تعدد الزوجات في مقالات عدة- فإن "العامل الأساسي المؤثر في قضية التعدد وعموم قضايا الزواج هو العرض والطلب".
وأضاف "المرأة التي يمكنها الحصول على زوج لوحدها لن تقبل الزواج برجل متزوج، والمرأة التي يمكنها الحصول على زوج غني لن تقبل بفقير وهكذا".
ويرى الزعاترة أنه يمكن للمرأة التي فاتها القطار أن تقبل برجل متزوج على أمل أن يكون لها بيت وتكون لها أسرة.
وزاد "ما من شيء يمكن أن يعوض المرأة عن دفء الأسرة والزوج والأبناء".
وقال "البعد الاجتماعي يؤثر في قضية التعدد، إذ يتوفر أزواج يرغبون في التعدد ولديهم القدرة المالية والجسدية، لكنهم لا يفعلون خوفا من زوجاتهم، أو خشية التأثير على استقرار البيت الأول ومشاعر الأولاد، وهي قضية تتأثر بالواقع الاجتماعي ويمكن أن تتغير بمرور الوقت".
ويرد الزعاترة على من يأخذ القضية من زاوية كرامة المرأة بالقول "هؤلاء لا يرون أن هناك رجالا يُرفضون من قبل نساء كثيرات نظرا لقلة إمكاناتهم، وأن هناك نساء يخلعن أزواجهن في المحاكم لأسباب عديدة، وأن اللواتي قبلن برجال متزوجين قد فعلن ذلك بإرادتهن، مفضلات ذلك على العنوسة، باستثناءات محدودة لا يمكن نفيها".
وبسؤال الشيخ أبو غلوس عن مشاهدته لمسلسل "الحاج متولي" الشهير الذي قام ببطولته الفنان نور الشريف وجمع فيه بين أربع من زوجاته، قال "أنا مثال حي ولست مجرد قصة في مسلسل، أنا جمعية وتجربة ناجحة قائمة وليزرني أي رجل وسأقنعه بالتعدد"