بدأت التجارب تتكثف على اسرار العلاج بالاكسجين منذ الثمانينات حتى استطاعت الأوساط العلمية الغربية الاستعانة بهذه الطريقة في علاج عدد كبير من حالات تسوس العظام وتليف الانسجة والسكر والغرغرينا والحروق.ثم انشىء أول مركز متكامل في منطقة الشرق الأوسط بمعهد ناصر في مصر خلال الشهور الماضية، وتتلخص فكرة العلاج كما يوضح الدكتور حمد حسن امام اخصائي طب الاعماق والعلاج بالاكسجين بالمركز. اننا نتنفس الاكسجين في الجو العادي وهو يعادل خمس الضغط الجوي أي 159مللم / زئبق، وعند العلاج بهذه الطريقة يدخل المريض ليستنشق الاكسجين بنسبة مائة في المائة ويتم رفع الضغط الجوي من 159مللم زئبق إلى 1500أو 1800مللم زئبق أي بمضاعفة عشرات المرات.وحول كيفية تحمل المريض كل الاكسجين المضغوط بينما كرات الدم بها هيموغلوبين مشبع بالاكسجين في الاحوال العادية.. فإلى أين سيذهب كل هذا الاكسجين داخل الجسم، يقول الدكتور حمدي حسن بأنه يذوب في البلازما الموجود بالدم ويصبح الضغط داخل جسم المريض مرتفعا وتتحرك البلازما بسهولة عن طريق كرات الدم ونظرا لارتفاع ضغط الاكسجين فإن وصولها إلى أي منطقة مصابة في الجسم تحتاج إلى اكسجين أو زيادة في الدورة الدموية يحدث تساو بين الاكسجين في البلازما ونظيره في الخلايا والانسجة المحتاجة إليه.وهذه الطريقة تعالج كثيرا من الأمراض وليس هناك بديل عنها مثل مرض الفقاقيع الهوائية الذي يحدث نتيجة لبعض العمليات الجراحية وعمليات القلب المفتوحة حيث يكون هناك فقاعات هوائية كثيرة في الدم قد تؤدي للوفاة في جلسة واحدة من العلاج باستخدام الاكسجين والضغط العالي يتم تقليل حجم الفقاعة الواحدة الى الثلث ويوالي المريض الجلسات حتى يصل حجم الفقاعة إلى صورة يصبح من السهل مرورها مع التنفس والهواء في الرئة ويتخلص منها عن طريق الرئة.كما يعالج الاكسجيين مرضى التسمم عن طريق أول اكسيد الكربون الناتج عن الحرائق والادخنة الذي يؤثر على خلايا المخ بشدة بالاضافة الى تأثيره السلبي على التنفس فيظل عالقا في الهيموغلوبين ويتحد معه بشكل يفوق الاكسجين مائتي مرة ويطرده تماما، لذلك كان المريض يوضع في غرفة العناية المركزة ورغم انه يظل يتنفس الاكسجين بنسبة مائة في المائة ولكنه دون ضغط فإنه قد يظل لمدة خمسة عشر يوما وحتى إذا تم شفاؤه فقد يخرج وقد ترك المرض تأثيرا على المخ.بينما يستطيع المريض دخول غرفة الاكسجين ليحصل على ست جلسات فقط صباحا ومساء ويدخل الاكسجين المضغوط المركز تحت الضغط الجوي العالي الذي يصل إلى , 25جوي في صراع مع أول أكسيد الكربون ويتفوق عليه ليعلق بالهيموغلوبين ويتخلص من أول اكسيد الكربون بالاضافة الى تحسين الدورة الدموية في بقية اجزاء الجسم ويقضي على الورم الناتج عن التسمم ويصبح الإنسان في حالته الطبيعية ويخرج على قدميه وتحقق هذه الوسيلة نتائج مذهلة في العلاج.كما يستخدم العلاج بالاكسجين في القضاء على حالات تسوس العظام وأصبح بديلا عن الجراحة أو استئصال الاجزاء المصابة وتنظيف المناطق الملتهبة كما لم يعد هناك داع لعمل مزرعة يتحدد من خلالها نوع المضاد الحيوي الذي سيأخذه المريض وربما يعود التسوس ليداهمه مرة أخرى بعد ستة أشهر مثلما يحدث في كثير من الحالات.والعلاج فكرته بسيطة لأن الجسم لديه مناعة طبيعية، فعندما يدخل ميكروب تسوس العظام فإن الجسم يقوم تلقائيا بافراز مواد تحيط بالميكروب ويصبح جرحا صغيرا محاطا بأنسجة دموية لكيلا ينتشر في الجسم وهذه هي المناعة الطبيعية.وتلتف هذه الانسجة المتليفة حول الجرح لتقوم بغلق الشرايين والأوعوية الدموية الرفيعة فلا تدخل الدورة الدموية هذه المنطقة مما يسبب قرحة مزمنة مستمرة وتهتكا في الانسجة الدموية ويتم التخلص منها وتستمر العملية وقد لا يصل المضاد الحيوي لهذه المنطقة فعليا.هذا المرض قد يستمر لسنوات ويستدعي مصروفات كثيرة لعمليات جراحية قد تتكرر من ست إلى سبع مرات اما اليوم فإن المريض يحصل على أكسجين مركز يحيط بالجرح وتحت ضغط جوي مرتفع يصل إلى 180مللم زئبق فيقوم بعمل تفتيح للاوردة والشرايين أو يقوم بعمل ممرات جديدة يمر خلالها وإذا دخل الاكسجين مع الدم سيبدأ الجرح في الالتئام ويقتل الميكروب، والاكسجين في تركيزه العالي يكون عبارة عن قاتل للبكتيريا فيأخذ المريض العلاج على صورة جلسات مدة كل منها ساعة كاملة يستنشق فيها اكسجينا تحت ضغط , 25جوي وقد يصل عدد الجلسات إلى ستين جلسة تعطى للمريض يوميا وبانتظام.ومثلها يستخدم العلاج بالاكسجين كعامل مساعد للجراحة فإنه يعتبر علاجا مكملا لكثير من الأمراض الأخرى مثل مرض السكر الذي يسبب للمريض قصورا في الدورة الدموية، ويؤثر على الأطراف نتيجة لضعف الأوعية الدموية وربما تتكون قرح لا تشفى وجروح لا تلتئم نتيجة لإلتهاب نيكروزي أو تهتك في الأنسجة.فإذا استطاع الطبيب ضبط حالة مريض السكر والتخلص من الانسجة الميتة يدخله الغرفة وينجح فريق العمل في تحسين عمل الدورة الدموية ويحدث شفاء تام والتئام للجروح في وقت سريع للغاية قد يصل إلى عشرين يوما.كما ان العلاج بالاكسجين يعد الأمثل لعلاج الغرغرينا التي يصاب بها مريض السكر وكذلك الالتهاب النيكروزي الذي يصيب العظام نتيجة لمعاناة المريض من ورم أو تعرضه للعلاج بالاشعاع مما يسبب كسرا مرضيا.. هذه الحالات عندما تدخل مركز العلاج بالاكسجين فإن الدورة الدموية تتحسن في المنطقة المصابة وتلتحم الكسور.بالاضافة لعمليات التجميل مثل ترقيع الجلد أو العظام فيحصل المريض قبل العملية الجراحية أو بعدها على جلسات قد يصل عددها إلى عشرة مما يساعد على التئام الانسجة بصورة سريعة وخاصة حالات جراحة الوجه والفكين.كما يستخدم هذا الاسلوب لعلاج حالات الحروق غير الكهربائية من الدرجات الأولى والثانية والثالثة فعندما يتعرض المصاب للعلاج بالاكسجين المركز يتم القضاء على الاوديما وتحسين نشاط الدورة الدموية وتقليل نسبة الافرازات وسرعة شفاء الأنسجة الفوقية.