يعتبر الثوم من الفصيلة الزنبقية، وهو مميز برائحته النفاذة
التي لا تروق لكثير من الناس مع ما تحمله من أسرار طبية،
ووفقا لما تشير إليه الدراسات يحتوي الثوم على 49% بروتين
و 25% زيوت طيارة كبريتية، ونسب من الأملاح والهرمونات
والمضادات الحيوية والمدرات للبول والصفراء والطمث، وأنزيمات فحمية
ومذيبات للدهون ومواد قاتلة للديدان.
وتظهر الدراسة التي قام بها فريق من العلماء في جامعة نورث كارولاينا
في الولايات المتحدة أن الأشخاص الذين يتناولون الثوم الطبيعي
أو المطبوخ يقلصون إصابتهم بالسرطان بنسبة خمسين في المئة
، كما يقلص الثوم من الإصابة بسرطان القولون والمستقيم بنسبة تصل إلى 67 في المئة
وقال الباحث البروفيسور لينور عرب إن هناك على ما يبدو تأثيرات وقائية قوية
للثوم لمن يتناولونه باستمرار غير أن الباحثين لم يجدوا أي منافع لتناول أقراص الثوم
وقال البروفيسور عرب إن من المحتمل أن تُتلف المكونات الفاعلة للثوم أثناء التصنيع،
أو عند بقائها على رفوف المحلات لفترة طويلة ومن الاحتمالات الأخرى
أن الأشخاص الذين يلجأون إلى أقراص الثوم الاصطناعي
ربما يكونون مرضى أصلا مما يغير من نتائج الدراسات وقد اعتمد الباحثون على
22 دراسة سابقة من جميع أنحاء العالم حول تأثيرات الثوم على السرطان
ويقول البروفيسور عرب إن الدراسات السابقة أظهرت أن مركبا يوجد في الثوم يسمى (أليوم)
يحمي الحيوانات من السرطان.
ويعتقد بعض العلماء أن للثوم نفس التأثيرات الواقية من السرطان على الإنسان
ويضيف البروفيسور عرب أنه بعد حساب عوامل الخطورة المختلفة
وجدنا أنه عندما نجمع النتائج فإنها تؤكد لنا التأثيرات الواقية للثوم
ويضيف أنه لا تتوفر معلومات عن تأثيرات الثوم على أنواع السرطان الأخرى
غير أن الباحث الآخر في هذه الدراسة البروفيسور تشارلز بول حذر من أن
المنافع المحتملة لتناول الثوم ربما بولغ فيها بعض الشيء بسبب ما أسماه بتحيز النشر،
أو ميل الباحثين والعلماء لنشر نتائج إيجابية بدلا من نشر نتائج محايدة.
وأضاف أنهم وجدوا أن بعض الدراسات تحتوي على بعض التناقضات
أكثر مما كان متوقعا ويعتقد الكثير من العلماء أن الثوم يساعد على الوقاية من سرطان المعدة
لأنه يحارب البكتيريا الموجودة في المعدة والتي يعتقد أنها تساعد على تطور مرض السرطان
وقال متحدث باسم حملة مكافحة السرطان إن جمع نتائج الدراسات المختلفة معا
هو أمر مثير للاهتمام، لكن الأبحاث المتعلقة بتأثيرات الثوم لم تقُد حتى الآن إلى التوصل إلى
أجوبة مباشرة ومؤكدة وقال إنه من أجل التوصل إلى نتائج ذات معنى
فإن هناك حاجة لدراسات وتجارب إنسانية شاملة وكثيرة
، وفي هذه الأثناء فإنه لا ضير في إدراج الثوم ضمن الأغذية الصحية المتوازنة.
كما قال متحدث باسم صندوق إمبيريال لأبحاث السرطان
إن هناك حاجة لدراسات أوسع للبرهنة على منافع تناول الثوم
كذلك قام ركس مونداي وزوجته كريستين بدراسة في مطلع هذا العام
، وأكد الزوجان المقيمان في نيوزيلندا في دراستهما أنه إذا
أريد تقليص الإصابة بالسرطان فإن من الضروري تناول نصف فص من الثوم الطبيعي
غير المطبوخ كل يوم، وإذا ما كان مطبوخا فيجب رفع الكمية إلى أربعة فصوص ونصف
ويذكر أن دراسة أوروبية مشتركة تجرى حاليا لاكتشاف
فيما إذا كان الثوم يقلص من مخاطر السرطان وأمراض القلب.
كما أكدت العديد من الدراسات على أهمية الثوم في الوقاية من أمراض
القلب والأوعية الدموية وذلك لكونه يمنع الإصابة بارتفاع كولسترول الدم
ويقاوم عملية تخثر وتجلط الدم، ويؤكد الباحثون على قدرة الثوم
على إذابة الجلطات الدموية التي تؤدي عادة لنقص التروية
للأعضاء الحيوية في الجسم.
وقد وجد أن الثوم يحتوي على مادة تدعى اليسين
وهي المادة الأساسية في تكوينه والتي تسبب الرائحة غير المرغوبة
التي تصدر عن الثوم، ومن خصائص هذه المادة أنها تعتبر مضادا حيويا طبيعيا
تماثل في تأثيراتها العلاجية أدوية المضادات الحيوية المعروفة كالبنسلين
، وهذا ما أثبتته الدراسات التي أكدت على أن بعض الجراثيم والعوامل الممرضة
سرعان ما تموت لدى تعرضها لبخار الثوم لمدة خمس دقائق.
وأكدت التجارب على قدرة الثوم على خفض مستوى كولسترول الدم
بشكل يفوق معدل تأثيرات بعض الأدوية الخافضة لكولسترول الدم.
إضافة إلى ذلك فالثوم يطرد الديدان والطفيليات من الأمعاء
ويساعد على التنفس الطبيعي ويخفف من حدة المظاهر السريرية
المتعلقة بالأمراض الصدرية والتنفسية ويزيد من قوة الجهاز المناعي
ويقي بذلك من الكثير من الأمراض والأورام السرطانية ويساعد على
خفض ضغط الدم المرتفع.
وإضافة إلى أن الثوم مادة مطيبة للمأكولات تشير الأبحاث
الثوم له عدة منافع صحية، فهو يحتوي على مغذيات
مثل الفيتامين (أ) و(ج) إلا انه يعتقد أن أحد أهم محتوياته
هو مركب (أليسين) الكبريتي الذي يعطي الثوم رائحته القوية،
وقد اكتشفت الدراسات أن الثوم يمكنه أن يكون فعالا كمادة ضد التخثر
وتمنع بذلك الجلطات الدموية والنوبات الدماغية ـ إلى درجة أنه يتوجب
على المرضى أن يبلغوا أطباءهم أنهم يستهلكون الثوم، كما أنه
يخفض مستوى الكوليسترول في الدم، وتشير أبحاث أخرى
إلى انه يساعد على اتقاء الإصابة بسرطان القولون والبروستاتا،
كما يدرس العلماء أثر الثوم على الذاكرة وجهاز المناعة الطبيعية،
وتقول جنيفر نلسون مديرة قسم علوم التغذية السريرية في مايو كلينيك
في روشستر بمينسوتا أن للثوم أثرا مهما على مختلف التفاعلات الدموية
ومن الضروري استكشاف مقدار الأهمية وبالعودة إلى المطابخ
فالطهاة يقبلون على استعمال الثوم في العديد من الأطعمة
وتقول داولينغ أن نصف الوصفات الغذائية في دورتها الدراسية
التي تدوم 15 أسبوعا يحتوي على مأكولات تضم الثوم
وأكثر الوصفات شعبية الثوم المشوي المهروس الذي يمكن إضافته إلى
اليخنات والحساء أو دهنه على اللحوم والثوم المشوي
لم يكن سمع به أحد قبل 20 أو 25 سنة في أميركا.
وللاستفادة من خصائص الثوم العلاجية والوقائية ينصح بتناول فصين
من الثوم الطازج يوميا وتجدر الإشارة إلى أن الثوم الطازج أكثر فعالية
بكثير من الثوم المصنع على شكل حبوب.
وللتخلص من رائحة الثوم غير المستحبة يمكن مضغ بضع وريقات من النعناع الأخضر
أو الكمون أو الهيل أو البقدونس أو بضع حبات من البن المحمص
أو تناول تفاحة واستعمال الفرشاة ومعجون الأسنان والتمتع بعد ذلك بالصحة والعافية.