أحمد صمم جهازه حاليا ليتعرف على خمسة ألوان على أن يطوره لاحقا (الجزيرة نت)
لم يخطر ببال الطالب الجامعي أحمد وفيق خريشة أن زيارته لإحدى جمعيات المكفوفين ستقوده إلى فكرة اختراع جهاز يتيح لهم فرصة معرفة الألوان وتمييزها.
تأثر أحمد، حسب ما يقول، بتلك الزيارة، أشعل في نفسه حب البحث عن طريقة تدخل الفرحة إلى قلوب المكفوفين وتساعدهم على تخطي الصعاب والعقبات التي تواجههم في حياتهم اليومية.
الجهاز الجديد لا يتجاوز حجمه حجم الهاتف المحمول، قادر على لفظ اللون صوتيا ويتميز في المرحلة الحالية من تصميمه بدقته في معرفة خمسة من الألوان هي الأحمر والأخضر والأزرق والأبيض والأسود لأي شيء كان.
ولا تقتصر وظيفة الجهاز الجديد على تمكين المكفوفين من ممارسة العديد من الأنشطة اليومية دون الحاجة إلى مساعدة الآخرين، بل أيضا يمكن الإفادة منه صناعيا في مجال الطلاء أو صناعة الروبوتات لقدرته على الاتصال بالحاسوب وإعطاء قيمة اللون رقميا.
صورة للجهاز من الداخل (الجزيرة نت)
فكرة تصميم الجهاز
وبشأن السبل التي سلكها الشاب للاهتداء إلى فكرته، أوضح أنه استطاع الإفادة من خبرته في مجال الإلكترونيات في الوصول واختيار المكونات والقطع الإلكترونية المناسبة لاستخدمها في تطبيق الفكرة.
وأوضح أن فترة العثور على المجس الإلكتروني المناسب للمشروع كانت أطول وأصعب مراحل إنجازه واستغرقت نفس المدة التي استمرت أربعة أشهر.
وأشار إلى أن مكمن الصعوبة كان في كيفية الحصول على مجس صغير ورخيص يناسب جهاز محمول خفيف الوزن يسهل على الكفيف استخدامه.
وبين أنه نجح بمساعدة شبكة الإنترنت في الحصول على المكونات الإلكترونية المناسبة بعد أن خاض سلسلة من التجارب التي وفق من خلالها في التوصل إلى مبتغاه، لافتا إلى أن هذه الخطوة كانت من أهم الخطوات على طريق تطبيق فكرة تصميم الجهاز.
ويشرح الشاب الفلسطيني الذي يدرس في قسم هندسة الحاسوب بجامعة القدس فكرة تصميم جهازه بالقول إنها تقوم بالأساس على استخدام مجس إلكتروني صغير ذي مواصفات تقنية عالية، يعمل على تحليل الإشارة الكهربائية عن طريق معالج إلكتروني دقيق موجود إلى جانب المجس في الجهاز ومن ثم يعمل على تمييز اللون المراد تحويله إلى صوت يشير إلى اسم اللون باللغة العربية.
وأوضح للجزيرة نت أن كل لون في الطبيعة له طول موجة وتردد يختلف عن اللون الآخر، مشيرا إلى أنه من خلال هذه الذبذبات يستطيع المجس تمييز طول الموجة اللونية ويحولها عبر مجس إلكتروني إلى إشارة كهربائية.
وزير الاتصالات الفلسطيني السابق صبري صيدم (يمين) بجانبه مدير مؤسسة النيزيك (الجزيرة نت)
إشادة وتمن
وأشاد الشاب الفلسطيني بدور مؤسسة النيزيك التي رعت فكرة اختراعه منذ اللحظات الأولى حتى انتهائه من إنجازه، وتمنى أن يجد من يأخذ بيده لتكملة مشواره وتطوير اختراعه ليشمل نطق كل الألوان ودرجاتها.
سجى الكيلاني منسقة المشاريع في مؤسسة النيزيك قالت بدورها إن المؤسسة تهتم بإبداعات واختراعات الشباب الفلسطيني الذين يتمتعون بطموحات وقدرات وأحلام يريدون تطبيقها.
وأضافت للجزيرة نت أن مؤسستها تهتم برعاية محاولات الإبداع الشبابية، وتبحث إمكانية نجاح تنفيذها من عدمه عبر لجنة مختصة تضم مهندسين ومختصين في كل مجالات العلوم والتكنولوجيا.
وأشارت إلى أنه بعد أن تقر اللجنة إمكانية تطبيق الفكرة تقوم المؤسسة بتوفير معسكرات تأهيلية للشباب والشابات في كل الموضوعات النوعية وتزويدهم بمعلومات ومحاضرات عن التكنولوجيا والإشعاع النووي وكل ما يحتاجه المخترع الصغير في سبيل تنفيذ فكرة مشروعه