كثيرة هي الأرقام القياسية، وقليل هم الأشخاص الذين ينفقون أموالا طائلة على أمور يمكن اعتبارها بنظر غيرهم لا تستحق كل تلك المبالغ، إلا أن الحصول على منصب رفيع في دولة ما، ربما يكون حلم كثيرين، لذلك لا بأس بنظرهم وبنظر غيرهم أن أنفقوا أموالا طائلة لتحقيق ذلك الهدف.
فقد سجلت ميغ وايتمان، المليارديرة الساعية للفوز بمنصب حاكم California رقماً قياسياً جديداً في الإنفاق الانتخابي، بعد أن وصل مجموع المبالغ التي أنفقتها على حملتها الانتخابية حتى الآن 119 مليون دولار، وهو أعلى رقم ينفقه ساع لمنصب حكومي في تاريخ الولايات المتحدة.
وكان الرقم القياسي السابق قد سجله رئيس بلدية نيويورك الحالي، الملياردير مايكل بلومبيرغ، الذي أنفق في حملته الانتخابية الأخيرة للفوز بالمنصب للمرة الثالثة 109 ملايين دولار. وتشير التقديرات إلى أن الرجل أنفق 185 دولاراً مقابل كل صوت حصل عليه.
وقالت وايتمان، وهي من الحزب الجمهوري، إنها قررت الإنفاق من أموالها الخاصة حتى لا تكون مرتهنة للجهات الممولة حين تفوز بالمنصب الذي ينافسها عليه المدعي العام الديموقراطي جيري براون. وفي تبريرها لإنفاق كل هذه المبالغ قالت إن عدد الناخبين الديموقراطيين في الولاية يفوق عدد الناخبين الجمهوريين بنحو مليونين و400 ألف و "بالتالي علينا أن نبذل مزيدا من الجهد لتوضيح الأسباب التي ستجعلني الشخص المناسب لمنصب الحاكم". ومن المتوقع، كما يقول المراقبون، أن ترتفع ميزانية الإنفاق الانتخابي إذ إن هناك فترة لا بأس بها لا تزال تفصلنا عن انتخابات نوفمبر/ تشرين الثاني المقبل.
تجدر الإشارة إلى أن كل شبكات الإذاعة والتلفزيون في كاليفورنيا تقدم بمعدل كل نصف ساعة تقريباً إعلانات مدفوعة لمصلحة وايتمان، كما أنه يستحيل أن تخلو صحيفة من إعلانات تدعو لانتخابها. وكانت المليارديرة قد صرحت من قبل أنها تستعين بأفضل الخبراء للتغلب على المحاولات التي تبذلها الاتحادات المهنية لدعم منافسها الديمقراطي، ولضمان فوزها في انتخابات تشرين الثاني.