يحتويني شجن .. وتعصف داخلي أعاصير .. تجتذب إحساسي إلى شيء لا أعلم ما هو
يزلزلني شوقي .. ويطير بي إلى عالم كنتُ قد نسيته
حينما كانت أوراقي تحتضن بعضي
وترتوي بدمعي
وتستجدي كل جنوني أن يسكب ها هنا
ما الذي أذاب جبل الثلج الذي تراكم!!
وما الذي جعلني أمتلئ في لحظة بهذا الدفق المؤلم من الحروف
كنتُ قد هجرت الحبر والمحبرة
وارتحت من استنزافي لمشاعري / وجدي / أنفاسي وكل نبض فيني
ظننت أني شفيت من دوار الحبر
والغرق في أمواج الأمنيات المستحيلة
ظننت أني لفظت أنفاسي الأخيرة بتلك النقطة التي ختمت بها ما لم أستطيع أن أبدأه
لكن ..
.
.
انسكبت الحروف داخل تلك الروح .. وأنبتت وريقات هشّة
ربما لا زالت أرضاً خصبة .. رغم سنواتها العجاف
وربما كان الهدوء الذي يسبق ثورة البركان
واليوم ..
ما عادت بحور الشعر ترويني ..
ولا كلمات البشر تشجيني ..
ولا نبضات كل القلوب تحرك الساكن من شراييني
والليلة ..
قررت
يكفيني .. يكفيني
حزناً .. يكفيني
ما بقي لي في عمري ألماً ..
لم يعصر ماضي سنيني
وما جاد القلب بنزف ..
إلا نسف الباقي فيني ..
فيا ذكريات الأمس ..
لن أندم على دمك المسفوك فوق صفحاتي..
ولن أهرب ..
بل هذه بصماتي ..
وصدقيني..
أن جريمة قتلك ..
هي أعظم انتصاراتي