فهد العتيبي ـ سبق - الطائف:
نجا طفل من الموت اختناقاً بعد معاناة استمرت أربعة أيام إثر نسيان أحد الأطباء المقيمين قطعة "شاش" في حلقه عقب انتهائه من عملية جراحية أجراها للطفل، فيما تقدم والد الطفل بشكواه إلى الشرطة التي أخذت أقواله وأقوال مدير المجمع الطبي الخاص الذي يعمل به الطبيب. ويُتوقَّع أن تفتح الشؤون الصحية بالطائف ملف التحقيق مع الطبيب؛ لاتخاذ الإجراءات النظامية بحقه؛ باعتبار ما أقدم عليه يُصنّف ضمن الأخطاء الطبية التي تستحق المعاقبة.
وكان الطفل طارق "4 سنوات" يعاني من "اللوز واللحمية"؛ فقرر والده إجراء العملية الخاصة بها إثر سماعه عن طبيب "وافد مصري" ذاع صيته بالأخص في هذه العمليات بأحد المجمعات الطبية الخاصة بالطائف، وبعد مراجعات واستشارات تقرر إجراء العملية التي استغرقت 23 دقيقة، فيما قُدّرت تكلفتها بقرابة ثلاثة آلاف ريال.
وبعد إجراء العملية عاد الأب بطفله إلى المنزل وهو فرح بنجاح العملية وطمأنة الطبيب له بإنهاء معاناة ابنه منها، إلا أن الطفل خلال أربعة أيام تالية لإجراء العملية زادت معاناته، وأصبح لا يتنفس أثناء النوم إلا من فمه حتى كاد يموت اختناقاً؛ ما دفع الأب إلى الاتصال بالطبيب المعالج الذي طمأنه بقوله "لا تخف؛ هذا أمر طبيعي جداً، وسينتهي".
ولكن وضع الطفل تأزم كثيراً، وأثناء إطعام والدته له بعد أن أشربته "ماء زمزم" تقيأ قطعة شاش كان قد نسيها الطبيب في حلقه أثناء إجراء العملية، وهي التي سببت له المعاناة الشديدة خلال الأيام الأربعة التي أعقبت العملية، وكادت أن تتسبب في وفاته اختناقاً؛ فتوجه والد الطفل حاملاً قطعة الشاش إلى مدير المجمع الطبي، الذي لم يكن متجاوباً معه؛ حيث دافع عن طبيبه؛ فتقدم والد الطفل بشكواه إلى مركز شرطة النزهة، الذي استقبل شكواه وتجاوب معها.
وقد علمت "سبق" من مصادرها أن الشرطة استدعت مدير المجمع الطبي والطبيب، وحققت معهما في الشكوى بعد أن استمعت إلى أقوال الشاكي.
وقد أكد والد الطفل أن ما تسبب فيه الطبيب لا يمكن السكوت عنه، وأنه سيواصل شكواه من أجل أخذ حق ابنه الذي كاد يفقده بسبب قطعة الشاش التي كانت ستقتله لولا لطف الله - عزّ وجلّ - مطالباً بمعاقبة المتسبب. ويُتوقَّع أن يتقدم الوالد بشكواه إلى مديرية الشؤون الصحية بالطائف اليوم السبت.