لذة الخطأ .. ومتعة الخطيئة
هل أنت راض عن حياتك؟ تأمل تفاصيلها .. وابحث في مقياس الرضا في ذاتك .. واكتشف ماذا ستجد .. تذكر طموحاتك هل حققتها .. ماذا عن أمنياتك وأحلامك وفورة شبابك .. ماذا كنت تتمنى وتريد .. في كافة جوانب الحياة .. إن حياة الانسان لا تسير في مسار واحد وعلى خط مستقيم .. هناك نقاط تحول عديدة في حياتنا قد تغير مجرى الحياة كليا .. نقطة تحول سلبا أو ايجابا قد تجعلنا مختلفين عما كنا نريد أو نأمل .. لو تذكرت أسئلة الطفولة البريئة وأهمها ماذا تريد أن تصبح حينما تكبر .. تشير الدراسات إلى أن أقل من 15% يمتهنون المهن التي كانوا يتمنونها في طفولتهم .. أما البقية فتتغير حياتهم سواء برغبتهم أو غصبا عنهم .. هل سارت حياتك كما كنت تريد .. هل امتهنت ما كنت تتمناه في طفولتك؟
انظر في حياتك وحياة الآخرين من حولك وتوقف عند نقاط التحول التي غيرت مسيرتك .. لا بأس أن يتغير الطموح لدى الانسان وتتبدل الاهداف كلما كبر في العمر .. وكذلك القناعات .. أحدهم كان يؤمن ببعض الشعارات السياسية في شبابه ولما كبر اكتشف زيف تلك الشعارات فتحول عنها .. وآخر كان يتخذ من بعض القادة قدوة له ورمزا لقناعاته وعندما كبر اكتشف زيف ادعاءاتهم وخديعتهم الكبرى فتحول عنهم .. وآخرون كانوا متعصبين لاتجاهات أو افكار أو معتقدات .. وعندما عرفوا الحقيقة تحولوا عنها!! .. إنها الحياة لا بأس بأن نعترف باخطائنا بها خيرا من أن نكابر ونصر على الخطأ .. فيصبح خطيئة.
في الحياة الكثير من التفاصيل التي تستحق أن نتوقف عندها ونتمعنها .. تفاصيل تستحق أن تكون نقطة تحول .. تغير مسار حياتنا .. هناك أخطاء تتكرر في حياتنا .. نكررها بقصد أو بغير قصد .. هناك من يقع في ذات الخطأ كل مرة ولا يتعظ .. وهناك من يصر على الخطأ .. وهناك من يدمنون الخطأ .. وهناك من لا تكون لذتهم أو متعتهم إلا باقتراف الأخطاء.
أعرف وتعرفون كثيرين ممن تعرضت حياتهم لاهتزازات أثرت فيهم .. غيرت حالهم رأسا على عقب .. سواء سلبا أو ايجابا .. هناك من تعرضوا الى عثرات وظلوا على عثرتهم لم يمتلكوا قوة العزيمة والنهوض ومواصلة المشوار .. وهناك من كان الفشل طريقهم للنجاح .. وهناك من كانوا في قمة المجد والنجاح وانقلبت الدنيا على رؤوسهم بإرادتهم او غصبا عنهم . بأخطائهم او بأقدارهم .. فتحولت حالهم من حال إلى حال .. لذلك دائما يجب أن لا نبتئس .. ونؤمن بأن الانسان القوي والناجح هو القادر على التوازن في أقسى الحالات وأصعبها ..
وأن نتذكر دائما ..
بأن الدنيا وما فيها لا تساوي عند الله جناح بعوضة .