ليس وحدهـ الجمل الذي اذا وقع كثرت السكاكين من حوله
فنحن ايضا" قد نتعرض يوما" لسكاكين الجمل اذا ماسقطنا بعد القمة بينهم
فعندما تكون في القمة ترتفع اليك
هتافاتهم واياديهم واعينهم واعناقهم
فاذا مالمحوا اهتزاز القمة لديك خفضوا كل شئ
ورفعوا خناجرهم استعدادا" لتمزيقك
فلا تأمن للقمة كثيرا" مهما ارتفعت بك
او ارتقيت بها فهناك في الاسفل شئ اسمه القاع يبقى دائما" في انتظارك
ويَرعبك تخيل لحظة الهبوط فوقه
ولا تأمن لهتافاتهم كثيرا" فبعض الهتاف يتحول مع الوقت الى نباح
تماما" كما تتحول بعض الوجوهـ الى اقنعة وتتحول بعض الاقنعة الى وجوهـ
فلا تعود تميز بين الوجه الحقيقي والقناع الحقيقي
ففي القمة ترى كل الوجوهـ جميله لأن كل الوجوهـ وانت في القمة تستقبلك مبتسمه
وكل الوجوهـ وانت في القمة تستبشر برؤيتك فلا تلمح قبحهم
ولا تسمع منهم الا غناءهم حتى يخيل اليك ان القمة هي مكانك الابدي
وهؤلاء كثيرون تراهم أينما التفت يسيرون خلفك وامامك كظلكيَسورون وجودك بوجودهم ويحيطون بجهاتك كالسور المهزوز القابل للسقوط
مع أول اهتزازهـ لقمتك
وهؤلاء احذرهم أكثر من حذرك لحظة السقوطلأن لحظة سقوطك قد لاتترك فيك أثرا" كذلك الأثر الذي يتركه فيك
أولئك الذين ينتظرون مغادرتك القمة ويحلمون بلحظة سقوطك كالجمل بينهم
وعندما تسقط تسقط أقنعتهم بسقوطك فيتكاثرن حولك كالذباب السام
يلوثك كل منهم بطريقته
فلا تمتلئ بهتافاتهم المزيفه ولا تأمن لأياديهم الممتدة نحوك
ولا تمنحهم الفرصة ولا تكن جملهم السمين الذي ينتظرون لحظة سقوطه
كي يغرسوا سكاكينهم فيه
أخيــــــرا
عنـــدما تكون في القمة احرص على ان يكون القاع نظيفا"
فربما اضطررت بعد القمة الى الاقامة فيه
كل شئ آيل للسقوط فلا تأمنوا للقمة كثيرا"
فاللقمة زلزال يملك قدرة اسقاطكم في القاع