فيْ وقتٌ مُبكر جداً منْ الفجرٌ , تناولتْ يِدها ذلكٌ " الجَوالْ " لَ ترىآ كِمُ اصبحتْ الساعة !
عجباً , بَ هذا الوقتْ اخواتها غارقاتْ فيٌ النومْ وهيٌ همها الوقتْ !
نظرة سريعة ومتثاقلة ورمتْ الجوالٌ بعيداً لَ يستقرْ اسفلٌ السرير!
اكملتْ النِومٌ وكأنُ شيئاً لمٌ يكنْ
لَ نعيشْ تفاصيلٌ ذِلكْ المساء من هلوساتٌ وَجنونْ
يومْ السبتٌ لمْ يِكنٌ يوماً عادياً جداً , فَ هاهيْ تدخلٌ المبنىآ وتبتسمْ لَ تلكْ وَ تلكٌ
وماهيُ الا لحظات وَتختفيٌ تلكٌ الإبتسامة , وتبدأ التساؤلاتْ والحيرة بَ ذهنها !
وضجيجْ تلك التوقعاتْ بَ رأسها الذيُ كاد ان ينفجرْ !
فَ تارةَ تتخيلْ بَ إن المديرة اصبحتْ سبايدرْ وِمنُ !
واخرىآ لَ يأتيْ طيفٌ المعلمة نورية مبتسمة وهيُ متحولة لَ السيدة ملعقة لَ الشبه الشديد بينها وبينُ تلكْ الشخصية الكرتونية !
وهاهيْ تضحكٌ ضحكاً قوياً لَ يأخذها خيالها بَ إن تتخيلٌ معلمة الإنجليزيْ ترقصُ على انغامْ اغنية " بومباستيكْ " لَ ذلكْ الزنجيٌ شاغيٌ !
ادركتْ نفسها وفقعتْ تلكٌ الفقاعة المجنونة ~
هاهيْ وصلتٌ لَ الطابقْ الثانيٌ المخصصْ للقسمْ العلميْ والعمليٌ
لمٌ يكنْ عادياً , كئيبْ امتزجٌ بَ الحزنْ والحسرة
فَ هاهيْ تلك المناظرْ
تلكْ تبكيْ ونحيبٌ !
وتلكْ تجثو على الأرضُ وتبكيْ وتصرخٌ بَ حسرة !
وتلكْ تحتضنْ زميلتها وتبكيٌ
وَتلكْ تعضْ إصبعها حسرة !
وَ كأنها مناظرْ " حِروبٌ " . . !
خطواتْ سريعة ومتثاقلة , وصلتْ لَ زميلتها لتسألها عما يِحدثْ هُنا
سكوتْ وَسكوتْ وَسكوتْ , لا صوتْ غير الأنفاسُ والبكاء وتلكْ الدموعْ ترتطمْ على الأرضْ
لَ تهتزْ حزناً على فراقْ تلكُ " الفداء " !
صدمة صدمة لمْ تستوعبها بَ بادىء الأمر , كَذبتْ الواقعْ وركضتْ نِحوُ الفصلٌ الذيْ تقبعٌ فيه " فداء "
وِلكنْ لم تجدْ سوىآ اوشحة تكتسيها السِوادٌ ونشازْ بكاء
ظلْ الصمتْ يحكيُ صدمتها . . ارتعشتْ حِزناً , تِحاولْ بَ شتىآ الطرقْ لَ تخفيْ تلكٌ الذكرياتْ التي عاشتها " فداء "
وَكأن مِع بداية ذلكْ المحرمْ والأشهر الحرمْ والسبتْ لَ يكونْ صدمة بَ " الموتْ "
لَ نعيشْ تفاصيلٌ تلكْ الساحة والممراتْ مابينٌ الفصولٌ
هدوءْ وَغيومْ رمادية تغطيْ ساحة المدرسة , وِدموعْ تتساقطْ وبكاء وَ أنينْ
اخليتْ المدرسة بما احتوته من أرواحْ . . اصبحتْ فارغة قاتلة
وَصوتْ قارىء القرآن يَصدحْ فيٌ تلكْ المدرسة !
لَ نرجعْ لَ تلكٌ النائمة
بِعدْ ان اكَملتْ النومٌ واحلامْ وَاحلامْ . . استيقظتْ بَ كسلٌ وَخوفْ لَ ترى اختها " تططقْ " على الكيبوردْ . . وضوء الشاشة المزعجْ
وتلكْ الأخرى نائمة بَ هناء , ورجلها تتدلى من طرفْ السريرٌ
تبتسمْ وتضحكْ على وضعية اختها
وتتناولْ يِدها لَ ترى كم الساعة , فَ هيْ تشير الى السادسة صباحاً
لَ تأخذُ نظرة سريعة نحوْ النافذة . . ضوء الشمسُ رائعْ مفعمْ بَ الأمل . . وَ جو باردْ
لا تِحتاجْ الا قليلاً من الدفء , وَكوبْ قهوة وصِوتْ فِيروزيْ لَ تكملْ بقية يومها
لإن الحياة لنْ تتوقفْ عِندْ حِزنْ وصدمة وحسرة !