الحلم سلوك وكل سلوك له دافع ويرمي الحلم إلى تخفيض التوترات التي تهدد النائم بالإيقاظ . أي أن الحلم يهدف إلى إتاحات الفرص لإشباع شهوات احلامية غير واقعية للدوافع الملحة والتي يمكن أن توقظ النائم ، وهي دوافع ملحة وقد تكون قديمة ، ومن الممكن أن تكون شعورية ، فالحلم حارس للنوم من الدوافع التي تعكر صفوة النوم وعندما تكون الدوافع شعورية أي أنها لا تتعارض مع الأنا والمعايير , تلبيها الأحلام بشفافية تامة فالطالب الذي تخرج وينتظر عملاً يرى في حلمه وقد تولى عملاِ وظيفياً مناسباً يرضي طموحه . وهذا النمط من الأحلام يسمى بالأحلام الطفولية قد تشمل الصغار والكبار على حد سواء , وتحدث بتأثير الحالة « الفسيولوجية » مثال حالات الجوع والعطش والتبول فينتج الحلم هذه الرغبة في استمرارية النوم الهادئ وتأتي الصور واضحة وجلية . ولكن الأمر يختلف بالدوافع المكبوتة والتي تعارض المعايير الأخلاقية والاجتماعية كالدوافع الجنسية ومشاعر الكراهية والعدوانية فتأتي الأحلام بصور تنكرية ورمزية .
فمن يشعر بمضايقات من والده ولوم وكراهية تأتي صورة الأب رمزية كأن يظهر بصورة بجسدها الحلم " بعراك مع شرطي" فالشرطي والأب رمزان للسلطة ، وهناك نوع آخر للأحلام تكون عناصر الصورة من الواقع ولكنها مركبة تركيباً يخالف الواقع كأن ترى حصاناً برأس رجل وهذا ما يعرف « بالطغاث » وتعبيراً عن اضطراب وقلق أو حالة ارتباكية يعيشها المرء ، ومن الأحلام ما يبلغ حد الإرهاق والألم وهو ما يعرف « بالكوابيس » إذ يكون شعور المرء واضحاً جلياً ولكنه يفقد الإرادة .
كأن يرى النائم وحشاً ضارياً يهاجمه وهو لا يستطيع الحراك ولا حتى الصراخ ،،، وينصح أطباء النفس بمن يعاني من تكرار الكوابيس مراجعة الطبيب النفسي لعلاجه . تتسم الأحلام بالتكثيف بمعنى أن المحتوى الظاهري في الحلم هو اختزال للمعنى الكامن في شخصية الحالم ، وهذا يعني التحتيم بأكثر من سبب فكل عنصر يرجع إلى عدة أفكار كامنة كأن يكون التقيؤ في الحلم تقززاً من شيء ما .
بينما قد يعني عند بعض الزوجات الرغبة في الحمل . ويأتي الحلم كالإخراج المسرحي أي يعبر عن الفكر التصوري المجرد بصور مرئية تماماً كما يحدث لدى مشاهدة فيلم صامت نتابع فيه الصور البصرية ، ونادراً ما تتداخل الأصوات والحوار وبقدر ما يكون الحالم قريباً من اليقظة بقدر ما تتضح صور الحلم ليصبح كقصة .
وتحتاج الأحلام إلى جهد لتفسيرها وكان « فرويد » يقوم بتقطيع الحلم إلى أجزاء وذلك يتطلب من الحالم مستدعيات أحلامه وأفكاره عن كل جزء من الأجزاء على حدة .
وبذلك يصل من العناصر الظاهرة في الحلم إلى المحتوى الكامن وراء كل عنصر من العناصر، أما في الحلم المعاصر يقتصر التفسير على مستدعيات الأفكار بالنسبة إلى بعض عناصر الحلم لان الرمزية العامة عادة ما تكفي لفهم غالبية الأجزاء ، ويمثل تفسير الأحلام جانباً هاماً في العلاج النفسي ، وغالباً ما يحاول المعالج الإمساك بدلالة الحلم من سياق العملية العلاجية .
والمعالج في تفسير الحلم يرجع إلى الشخصية في حاضرها وماضيها . بقي أن نقول أن الأحلام تكمن في كونها تعبيراً عن رغبات أو مخاوف مكبوتة تأتي بصور جسدها الخيال الذي يقوم بمهمة تتمثل في حراسة النوم ....
إلى هنا ......
[img]
[/img]