في صباح ربيع يوم دافئ.... أصابني ألم مفاجئ.... فاستلقيت على فرشتي.... وبدأت أداعب دميتي....انها دمية صغيرة.... ناعمة وجميلة.... هي لا تتكلم... واذا جرحت لا تتألم.... أمنحها الدفء والحنان... أعطيها الحب والأمان... أحبها حبا كبيرا... وأخاف عليها كثيرا.... فبها أرى صورتي... وأحس ببراءة طفولتي... أخاف عليها من البرد... أعطرها برائحة الورد.... ألفها بغطائي الثقيل... اغني لها حتى تنام على فراشي الجميل.... وفي يوم من أتعس الأيام.... كان يعم غرفتي الظلام.... اقتحم منزلنا قطعان من جيش الظلام.... أحسست بالخوف الشديد.... لكن صبري كان أقوى من الحديد.... اقترب الجنود من غرفتي.... قفزت بسرعة الى فراشي واحتضنت دميتي.... ارتوت الدمية من دموع عيني.... احتضنتها بشدة بكلتا يدي.... قبلتها فلربما تكون هذه آخر قبلة مني... لكني لا أريد لأحد أن يبعدها عني.... وبكل قسوة.... فجروا باب غرفتي.... اندفعت بوجههم بكل نخوة... وأنا احمل دميتي.... كنت أرميهم بنظرات الحقد والكراهية... فلقد سلبوا مني لحظة الفرح والرفاهية... وفجأة اقترب مني أحد الجنود.... كان يحاول أن يكون لطيفا وودود.... خاطبني بكل سخرية.... أعطيني هذه الدمية.... قلت له لا أريد.... فهذه دميتي واحتضنتها من جديد.... اقترب مني الجندي أكثر.... كان هذا ابشع منظر.... انتزع مني دميتي.... كما لو أنه ينتزع قلبي من جسدي.... أخرجوني من بيتي.... وأنا أترقب لقاء دميتي.... وفجأة دوى صوت انفجار... بصاروخ صغير حولوا بيتنا الى دمار.... دموعي كانت كالأنهار.... صرخت بأعلى صوتي... أرجوكي لا تتركيني يا دميتي.... أرجوكي لا تتركيني... فأنا أحبك وأنتي تحبيني.... كان الجنود يضحكون بلا رحمة.... اندفعت من وسط الزحمة.... واتجهت نحو الركام.... فلربما تكون حية فأغني لها حتى تنام.... وجدتها ممزقة.... لقد ماتت بأيدي هؤلاء المرتزقة.... لقد قتلوا دميتي.... جردوني فرحتي.... سلبوا مني بسمتي.... لكنهم لم يسلبوا حلم طفولتي وشجاعتي.... قوتي وبسالتي... أملي وتفاؤلي....نهضت بأحلام جديدة.... وابتسامات سعيدة...فغدا سأشتري دمية جديدة.