ربما كانت إحدى أكبر مزايا الإنسان ,هي قدرته على التكيف مع الظروف أو الوسط الجديد الذي يعيش فيه . وإنها لميزة يحسد عليها المرء .. حين يصبح قادرا على التلاؤم مع البيئة بأسرع وقت ممكن , وبأقل الخسائر النفسية الممكنة . قد تكون أحلام اليقظة أو الآمال الكبيرة التي ينسجها المرء في داخله هي
إحدى أنجح الأسلحة التي يستخدمها الإنسان للتغلب على الظروف التي يواجهها في هذه الحياة , وربما كانت الخدعة الكبرى ... خدعة الحرب التي يحاول أن ينتصر بها على واقعه . - ربما سبقنا الغرب في تجاوز الأوهام الكبرى أو الأحلام الكرتونية أو الآمال المعلبة التي يمني بها المرء نفسه , ليتحدى معارك الحياة , بأن اقترب بفكره من صخرة الواقع بعد أن لامس بنفسه خشونة الحياة ... وربما وهم الأحلام الكاذبة !. وهذا مايردده فلاسفة الغرب ... «لقد سقط الغرب من سطح القمر إلى كومة حديد وأحجار» . بينما كان " الشرق " يغطّ في الحلم في حجرة نوم مسدلة الستائر! . لذا كان الفنانون والمبدعون يرون الشرق بأنه البيت الأخير للحلم! فبدؤوا البحث عن الغرف السرية للشرق .. عن الحجر الخلفية للحلم . بينما وصف "برتراندرسل "واقعية الغرب : «بأنها تأشيرة دخول إلى الكارثة »! . لا أدري منهما الأفضل , ومن يحسد من ! . لكن الحلم ما زال يأخذ شكل النار التي تتوهج بلون اللآلئ , الحلم في عصر اللازمن أشبه بالدخول في فقاعة هواء . وزراعة الأحلام .. تماما كزراعة الألغام , لا تدري متى وكيف وأين تنفجر , إنها «بضائع الموتى» كما يقولون. فالحلم الشرقي هو مشروع لا تمويل له , أو بالأحرى هو إرادة لحريةمكبلة اليدين, لانتظار لا نهائي, ولأفق لا حدود له . ... الكثير من الشرقيين .. يحاولون أن يبنوا قلاعا في الهواء وأن يقاتلوا بسيوف خشبية وأن يصارعوا طواحين الهواء . الحلم هومشروع خاسر , مالم يكن مشحونا بالفعل والبذل. ...و معظم شباب اليوم يلجؤون إلى وسادة الحلم .... لتعويض خسائرهم أو لترميم ما ينقصهم
أو لإرضاء أنفسهم على أقل تقدير . تتحول أحلامهم إلى أوهام .. وما أبخس الحلم الضائع في الهواء . تماما كأحلام «دون كيشوت», وهوبطل رواية «دون كيشوت المانشي» رائعة «سرفنتس» التي صور فيها مغامرات «دون كيشوت» الذي يقرأ قصص الفروسية ومناقب الأبطال والفرسان , ويعقد العزم أن يعيش بطولاتهم ويحتذي بفروسيتهم , وليس لديه من أمر الفرسان من شيء , فيركب حصانه دون سابق إنذار بحثا عن المغامرات . ولكنه كان يفصل بطولاته ... على مقاس سيفه الخشبي . فكان إذا صادف «طواحين الهواء» حسبها فرسانا وأشبعها ضربا ولطما , وإذا رأى قطيعا من الخراف ظنها كوكبة جنود مطهمين بالسلاح فينقضّ عليها ويوسعهاقتلا وضربا , وإذ لمح زوبعةمن الغبار أدرك بأنها رياح المعركة , فكان يهاجمها بسيفه يمنة ويسرى , وهكذا كان يعيش مغامراته وبطولاته الوهمية, فيحول أحلامه الخادعة إلى بطولات على الورق , وهكذا سميت المغامرات والأحلام الكاذبة إلى أحلام «دون كيشوتية». فهل نعيش زمن الأحلام «الدون كيشوتية», وقد بات معظم أبطال الهواء يقاتلون في هذا العصر بسيوف خشبية . ينسجون أحلاما تفوق قدراتهم , ويبنون مغامرات على ظهر طائرة ورقية , ليقنعوا الآخرين وربما ليقنعوا أنفسهم بأنهم أبطال كسائرالأبطال . قد يكون «الحلم»... سلاح مشروع إذا سدد
موضوع: االبيت الأخير .... للحلم »! 
