يسافر كثير من أبنائنا العرب إلى الخارج، إما للبدء في حياتهم العلمية أو تكملة لمسيرتهم العلمية، وكثير من أبناء الوطن العربي المميزون والمبدعون، لديهم طاقات فكرية لا تضاهيها طاقات أخرى، ولكن ولسوء حظّهم فقد ولدوا في مكان لا يناسبهم، فالإحباط سيكون حليفهم إن لم يخرجوا من بلدهم ويلجأوا إلى بلد يستوعبهم ويستوعب عقولهم، لذلك نجد الكثير من العرب المغتربين والذين يفضلون الغربة التي أتاحت لهم مستقبلا مليئا بالنجاح والأمل، على وطنهم الذي ملأ حياتهم بالألم.
ولأن اسرائيل تعتز بأبنائها، فهي توفّر لهم اساليب الراحة ليكونوا على أفضل وجه، فبالرغم من كل ما تقوم به من وحشية أو عنف اتجاه غير اليهود، فهي بلا أدنى شك تعرف كيف تحافظ على ما لديها من ممتلكات بشرية، إذ تعتزم الحكومة الإسرائيلية تقديم منح بحوث علمية بمئات آلاف الدولارات للعلماء الذين يعودون إلى إسرائيل، في مسعى منها للحدّ من هجرة الأدمغة.
وأفادت صحيفة "هآرتس" بأن الجامعات الإسرائيلية ستنشئ 30 "مركزاً للتميز" متخصصة بالتعاون الدولي. وسيحصل العلماء الذين يعودون إلى إسرائيل كجزء من مشروع لإنشاء هذه المراكز في الجامعات المحلية على منح بحوث بقيمة 530 ألف دولار. وستقدم المنح طوال 5 سنوات، وتصل قيمتها إلى 106 آلاف دولار سنوياً، استناداً إلى قوانين جديدة وضعتها لجنة التخطيط والموازنة في المجلس الإسرائيلي للتعليم العالي.
وتعتبر هذه المنح ضخمة بالنسبة الى المؤسسات التعليمية الإسرائيلية، إذ تعطي مؤسسة العلوم الإسرائيلية نحو 53 ألف دولار لكلّ باحث. وستفتتح المراكز الأربعة الأولى خلال السنة الأكاديمية المقبلة، وسيعمل في كلّ منها بين 15 و30 عالماً إسرائيلياً عادوا إلى إسرائيل، وتهدف الخطة الى أن تصبح هذه المؤسسات قادرة على منح الشهادات وجذب الطلاب الأجانب.
وقدرت تكلفة المراكز بـ400 مليون دولار، وتساهم الجامعات التي تستضيف هذه المراكز بثلث التكلفة، فيما تغطي الحكومة الثلث، وتساهم الصناديق الخيرية بثلث.