أتدرون اى الخلق أفضل إيمانا؟
عن الفاروق عمر بن الخطاب رضي الله عنه قال: كنت جالسا عند رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: أتدرون اى الخلق أفضل إيمانا؟ قلنا الملائكة قال وحق لهم بل غيرهم. قلنا: الأنبياء قال: وحق لهم بل غيرهم.
فقال صلى الله عليه وسلم: أفضل الخلق إيمانا قوم في أصلاب الرجال يؤمنون بى ولم يروني.
رواه احمد والطبراني
لا يخفى عليك شرح الله صدرك إن الله تعالى جعل الفضل لكل هذه الأمة لأجله صلى الله عليه وسلم فضاعف الله له الأجر رغم قلة العمل (يا أيها الذين امنوا اتقوا الله وامنوا برسوله يؤتكم كفلين من رحمته ويجعل لكم نورا تمشون به ويغفر لكم والله غفور رحيم).
ويبدو لك إن الله تعالى رفع شأن الصحابة من المهاجرين والأنصار، فقد اسلموا مع الحبيب صلى الله عليه وسلم وهاجروا معه وجاهدوا معه، ورأوا أنوار الحبيب صلى الله عليه وسلم، وهذا كله صحيح، لكنك تجد خيريه من وجه آخر لدى هؤلاء الذين امنوا به ولم يرونه صلى الله عليه وسلم. فالخير كما يعم أول هذه الأمة من السابقين إلى الإسلام فانه يعم آخر هذه الأمة ممن اسلموا ولا يجدون على الخير أعوانا، وهذا لا يمنعنا من القول بان مشاهدة رسول الله صلى الله عليه وسلم ورؤيته لا يعدلها شيء.
وهذه الخيرية لهذه الأمة أمر اختاره الله تعالى لنا يدخل في قدرة تعالى (كنتم خير امة أخرجت للناس) وهى خيرية عمل كذلك، أرأيت المسلمين الذين لا يتحدثون العربية، ورغم ذلك فان إيمانهم اشد من الجبال، وتراهم تقشعر أبدانهم عندما يستمعون الر القرآن المجيد، وتراهم يسكبون العبرات وهم يتعلقون بأستار الكعبة المشرفة، ورغم ما يجدونه من الأداء في حياتهم فإنهم صابرون لا يجدون على الخير أعوانا، هؤلاء إنما امنوا عن يقين وهداية وفتح الله قلوبهم لأنوار هذا الدين العظيم.