بعد أن ظلت الكوميديا بمنأى عن تفكير مؤلفي الدراما التلفزيونية إلا أنهم اتجهوا إليها بقوة هذا العام في شهر رمضان.. ومن هذه الأعمال ما يندرج تحت مسمى الكوميديا للكوميديا، وأخرى كوميديا هادفة تناقش أخطر قضايا المجتمع ولكن في ثوب كوميدي.
لكن، لماذا هذا الانقلاب في الدراما التلفزيونية؟
في البداية، أكد الفنان أحمد عيد الذي يعرض له حاليا مسلسل «أزمة سكر» أنه قبل أن يقتحم الدراما التلفزيونية، حيث يعد هذا العمل هو أول بطولة مطلقة له، اتفق مع المؤلف مجدي الكدش والمخرج أحمد البدري على أن اتجاهه للشاشة الصغيرة في شهر رمضان لا بد أن يكون من خلال عمل كوميدي يضفي البهجة على المشاهدين.
ولكن رغم ذلك لم يتخل عيد، بحسب رأيه، عن وجود قضايا اجتماعية وإسقاطات سياسية غير مباشرة على بعض الأوضاع الخاطئة في المجتمع.. حيث إن هناك الكثير من القضايا الاجتماعية والسياسية التي من الممكن مناقشتها في أسلوب كوميدي، وهو نفس ما يفعله في أفلامه السينمائية. ويجد عيد أن اتجاه المؤلفين إلى الكوميديا في معظم مسلسلات هذا العام شيء جيد شريطة أن تكون كوميديا هادفة.
ومن ناحيته، أشار مؤلف مسلسل «أزمة سكر» مجدي الكدش إلى أنه سبق أن قدم حلقات منفصلة كوميدية في التلفزيون بعنوان «خليك جريء» مع أحمد حلمي وغادة عادل، لكن لأول مرة يكتب للدراما الطويلة عمل كوميدي.. ويرجع ذلك إلى أنه جلس مع الفنان أحمد عيد وقررا أن يقوما بعمل مسلسل. ولأن الكدش يعرف أن أحمد عيد فنان كوميدي كبير، فكتب له عملا كوميديا وهو «أزمة سكر»، رغم تخوفه من التجربة لكونه له خط خاص به ألا وهو كتابة المشاهد القصيرة والاعتماد على الحوار البسيط، لكن بفضل الله ثم مجهود أحمد عيد والإخراج المتميز لأحمد البدري جاء في صالح العمل.
مسلسل «أزمة سكر» يشارك في بطولته كل من حنان مطاوع وياسمين الجيلاني وعلاء زينهم وفريال يوسف وعدد كبير من الوجوه الجديدة.
أول مرة كوميديا من جانبها، أشارت الفنانة حنان ترك بطلة مسلسل «القطة العميا»، الذي يدور في إطار كوميدي اجتماعي، إلى أنها لأول مرة تقدم مسلسلا كوميديا في تاريخها الفني.. ويرجع ذلك إلى اقتناعها الشديد بالقصة الهادفة التي كتبها المؤلف محمد سليمان، حيث استطاع أن يضع يده على آلام وأمراض اجتماعية متفشية في إطار كوميدي. وتلك معادلة صعبة للغاية، لكن بجدارة المؤلف استطاع أن يصوغها. وترى حنان أننا «بإمكاننا أن نقدم ونقول كل شيء صادم بطريقة ساخرة حتى ننجح في أن تصل إلى جميع فئات البشر»، وأعربت حنان عن أمنياتها في إعادة التجربة مرة أخرى.
مسلسل «القطة العميا» يشارك في بطولته علاء مرسي وعمرو يوسف وهادي الجيار وعبد الرحمن أبو زهرة وسامي مغاوري وفتوح أحمد وصبري عبد المنعم.
أما الفنانة إلهام شاهين، فتقدم في مسلسلها «نعم ما زلت آنسة» شخصية كوميدية قد تكون الأولى على مدار مشوارها.. وعن سبب هذا الاتجاه، قالت إلهام إنها منذ أن بدأت التمثيل وهي تقدم أدوارا اجتماعية خالية من الكوميديا، ولكن اختارت هذا العام وبالاتفاق مع المؤلفة عزة عزت أن تصوغ قضية العنوسة لكن في إطار من الكوميديا، شريطة أن لا يكون المسلسل من أجل الإضحاك فقط، وهو ما استطاع بالفعل كل من المؤلفة والمخرج أحمد يحيى أن يصوغاه. وخاصة أن أحمد يحيى بعيد عن الكاميرا وفي كواليس العمل خفيف الظل، وهو ما ينعكس بالفعل على أحداث المسلسل.
وأضافت إلهام أن وجود ممثلين كوميديين معها، نشوى مصطفي وفادية عبد الغني وعلاء مرسي، ساعدها إلى حد كبير في ظهور المسلسل بهذا الشكل الكوميدي.
ولأول مرة من خلال الدراما التلفزيونية أيضا، تقدم الفنانة التونسية هند صبري عملا كوميديا وهو مسلسلها «عايزة اتجوز»، المأخوذ عن مدونة للكاتبة غادة عبد العال. وحول هذه التجربة أوضحت هند أنها كانت خائفة جدا من التجربة، لأنها لم تقدم عملا كوميديا من قبل، لكن تحمس الجهات الإنتاجية والمخرج رامي إمام كانا السبب وراء تقلص خوفها، وحتى الآن ردود الفعل حول المسلسل جيدة.
أخيرا ولأول مرة، اتجه الفنان أحمد مكي إلى الدراما التلفزيونية بعد تجربة الست كوم «تامر وشوقية»، وذلك من خلال المسلسل التلفزيوني «الكبير أوي». وعن هذه التجربة، قال أحمد الجندي الذي قام بكتابة قصة المسلسل بالتعاون مع بطل العمل إن المسلسل الذي يشارك في إخراجه أيضا يحمل خطا كوميديا جديدا وغير مستهلك على الإطلاق، كما أنه يعرف جيدا عقلية الفنان أحمد مكي وما يريد أن يقدمه، حيث سبق أن قدم معه فيلمين هما «لا تراجع ولا استسلام» وقبله فيلم «طير أنت»، وأن الكوميديا في إطار الدراما الصعيدية كانت فكرة جماعية مبتكرة.
ويرى الجندي أن وجود أكثر من عمل كوميدي في الدراما الرمضانية شيء جيد، خاصة بعد أن مل المشاهدون من القضايا السياسية والاقتصادية والاجتماعية التي تركز عليها بعض الأعمال.
مسلسل «الكبير أوي» يشارك في بطولته دنيا سمير غانم ومحمد شاهين.