تقول الفيزياء العائلية أن في كل بيت قد ينشأ أينشطاين أو بيكاسو جديد، فالعباقرة موجودون ولكن المهم هو الكشف عنهم وعن مواهبهم الخارقة.. عمر عثمان عبقرية رياضية اكتشفها والده وهو في الصف السادس الابتدائي عندما لاحظ تفوقه وشغفه وبحثه المستمر عن كتب الرياضيات للمراحل الأكبر منه حتى انتهى من قراءة وحل كل المسائل الرياضية للمرحلة الثانوية وتعداها لقراءة كتب النظريات للمرحلة الجامعية التي تتطلب دراستها سنوات فقد التهمها الصغير في ساعات وناقش فيها أساتذته.
يوشك عمر عثمان السيد ذو الأربعة عشر عاماً والتلميذ في الصف الثاني الإعدادي على إنهاء دراسة بكالوريوس الرياضيات من جامعة القاهرة والجامعة الأميركية بالقاهرة ويستعد أيضا لدراسة الماجستير والدكتوراة بالجامعتين. كما نظمت له مدرسته ندوة يحاضر فيها بمسرح المدرسة لأكثر من مائة مدرس وموجه في الرياضيات، فأثار إعجابهم ودهشتهم وظلوا يصفقون له، مؤكدين لوالده ضرورة متابعته ورعايته والبحث عن جهة ترعاه وهو ما فعله الأب الذي يعمل مراقب حسابات في أحد البنوك حيث توجه به إلى الجامعة الألمانية بالقاهرة ورحبت به واستقبلته.
يقول الأب عثمان السيد: "حضرت الندوة التي أقامتها له مدرسته بحضور حوالي مائة مدرس رياضيات من مختلف المراحل مع مجموعة من موجهي المادة وسجلت ما حدث على c.d وحصلت على شهادة من المدرسة بمستوى عمر الذي كان يعادل مستوى طالب بالجامعة، وأخذت الشهادة و"c.d" وتوجهت إلى الجامعة الألمانية بالقاهرة وتبنى د. وفيق لطف الله أستاذ مساعد الرياضيات عمر، وأجرى له امتحانا في الرياضيات خاصا بالفرقة الأولى بكلية الهندسة بالجامعة الألمانية".
استطاع عمر أن يجتاز الامتحان بنجاح فازداد إعجاب د.لطف الله به، وقال لأبيه: "اترك لي عمر سأتولى رعايته هنا وسيحضر مع طلاب كلية الهندسة لأن الجامعة الألمانية ليست بها كلية علوم أو قسم خاص بالرياضيات". وحضر عمر لمدة أشهر حتى رآه د.أحمد الجندي مدرس الرياضيات بكلية العلوم جامعة القاهرة فاقترح أن يحضر عمر في كلية العلوم جامعة القاهرة ولكن ليس بشكل منتظم لأن القانون لا يسمح لغير الحاصلين على الثانوية العامة بالالتحاق بالجامعة.
ويقول عمر: "في جامعة القاهرة قابلت د. نفرتيتي عبد اللطيف ود.هاني الحسيني أستاذي الرياضيات بكلية العلوم وسألاني وأجبت وانتظمت في لقاءات دورية بالإضافة إلى انتظامى في الجامعة الألمانية حتى انتهى الفصل الأول، وانتقل د. لطف الله من الجامعة الألمانية إلى الجامعة الأميركية فانتقلت معه والتحقت بمساق دراسي يسمى "الأرقام التحليلية والمنطق والاحتمالات" وفي جامعة القاهرة أدرس الجبر ونظرية الأعداد".
ويؤكد عمر أنه حاليا في الصف الثاني الإعدادي لكنه لا يذهب للمدرسة يوميا لأنه لا يملك الوقت الكافي لذلك ولا يذهب إلى المدرسة إلا قبيل امتحانات الشهر فقط ويجمع ما فاته من دروس من زملائه ومدرسيه ويذاكر في المنزل ويحضر الامتحان فقط وعادة ما يحصل على الدرجات النهائية في الرياضيات وغيرها من المواد، لافتا إلى أنه لا يعرف الدروس الخصوصية ولا يساعده أحد في المذاكرة فقد اعتاد الاعتماد على نفسه في كل شىء إلا في النحو حيث يتعثر في الإعراب فيطلب من والديه المساعدة.
وعن أحلامه، يقول عمر: "حلمي أن أكون عالم رياضيات مثل "جاوس" و"الويز" في إنجلترا في القرن السابع عشر فقد قرأت أعمالهما كلها وسيرتهما الذاتية".