في خطوة طبية جديدة يُنتظر أن تلعبدوراً هاما ً خلال السنوات المقبلة في سبيل الحماية من خطر الإصابة بداء السكري، نجح باحثون بريطانيون في تطوير اختبار دم يمكنه التنبؤ بهويةالأشخاص الذين تتزايد لديهم أخطار الإصابة بهذا المرض قبلها بعشرة أعوام،مقارنة ً بالطرق التي يتم إتباعها حاليا ً لتشخيص المرض .
وقال الباحثون إن بإمكان الاختبارالجديد تحديد ما يقرب من نصف الأشخاص الذين سيصابون بداء السكري منالنوع الثاني، مشيرين إلى أنه يعمل عن طريق الكشف عن مستويات إحدىالجزيئات الجينية في الدم. وهو الجزيء الذي يعرف اختصارا ً بـ (MiR ) ويساعد أيضاً في الكشف عن الأشخاص الذين ترتفع لديهم أخطار الإصابة بأمراضالقلب والشرايين.
وأوضح الباحثون كذلك أن من بينالأشخاص المصابين بالفعل بداء البول السكري في بريطانيا، ويُقدّر عددهمباثنين مليون شخص، يُمْكِن للاختبار في الوقت ذاته أن يُحدِّد هويةالأشخاص الذين ستظهر لديهم بعض مضاعفات المرض نتيجة للأضرار التي تلحقبالأوعية الدموية مثل النوبات القلبية، والسكتات الدماغية، وضعف الدورةالدموية.
وأشار دكتور مانويل ماير، الباحثالرئيسي في تلك الدراسة البحثية بكلية الملك في العاصمة البريطانية لندن،إلى أنه يتوقع أن يتم استخدام هذا الاختبار الجديد الذي يُعرف اختصاراًباختبار MiR جنبا ً إلى جنب مع الطرق التقليدية. ومن المحتمل، بحسب ماذكرت صحيفة التلغراف البريطانية، أن تبلغ كلفة الاختبار جنيهان إسترلينيتقريباً.
وأضافت الصحيفة بقولها إن أكبرمميزات هذا الاختبار أنه يُقَيِّم بشكل مباشر الأضرار التي يسببها داءالسكري للأوعية الدموية. وعاود هنا ماير ليقول " من الضروري للغايةبالنسبة للأطباء أن يحددوا المرضى المصابين بالسكري الذين تتزايد لديهمأخطار الإصابة بمضاعفات القلب والأوعية الدموية".
ولفتت الصحيفة إلىالنجاح في تحديد الأشخاص المصابين بداء البول السكري والتي تتزايد لديهمبشكل خاص احتمالات الإصابة بالنوبات القلبية أو السكتات الدماغية لابد وأنيسمح للأطباء بأن يبدأوا مبكراً في معالجتهم بالأدوية المخفضة للكولسترولوضغط الدم، واستهداف العارض لدى الأشخاص الذين تتزايد لديهم احتمالاتالاستفادة من ذلك.
ونقلت الصحيفة في الختام عنالبروفيسور جيرمي بيرسون، المدير الطبي المساعد في مؤسسة القلبالبريطانية، التي قامت بتمويل الدراسة البحثية، قوله :" هذا شيء ضروري،لعدم وجود طريقة سهلة وسريعة في الوقت الراهن تسمح بمراقبة الحالة الصحيةللأوعية الدموية. وتظل المشكلات غير ملحوظة إلى أن تظهر الأعراض، وقد يكونالعارض الأول خطيرا ً كالتعرض على سبيل المثال لأزمة قلبية