((تمتمات في جنون الليل))
هدوء الليل قاتل..صمته يشعرني برعشة تسري في دمي.. شعرت بخوف رهيب يتسلل إلى أعماقي..الكل عني بعيد..وحيدة في هذا الزمن الغريب..زمن ليس فيه صديق أو حبيب..يواسي وحدتي وغربتي في هذا الظلام..
وبينما أنا غارقة في أفكاري بهذا الوقت العصيب..سمعت حبات المطر الغزيرة كوحش آت من بعيد.. أتى ليسلب هدوء الليل وصمته.. عندها شعرت بتجمد أطرافي..لم أعد أقوى على الحركة يرتعش قلبي خوفاً في عتمة الليل ينطلق الرعد كإنفجار صاعق وكأنه يريد أن يوقظ الخلق من غفوتهم..
أحسست بقشعريرة متجمدة..سرت في جسدي..عندما أطلقت صيحة خوف..صيحة رعب من هذا الصمت الرهيب..
تمنيت أن يكون حلماً..لكن مأساتي لا أحد يواسي وحدة قلبي.. أخذت أبكي كبكاء الثكلى التي فقدت وليدها..من رآني وقتها سيقول ان لي مفقود حميم..أو مصيبة حلت علي وعلى قلبي..
لكن حقاً...كان بكاء ألم وحزن..وحرقة وعذاب من هذه الوحدة القاتلة..
للحظة شعرت بدفئ يد أمسكت يدي..أطفات حرقة قلبي..أراحت ضميري..وأنعشت نفسي..كنور شق ستار الظلام فملأ الجو فرحاًوسروراً وبهجة وسعادة..
قالت : لا تقلقي..أنا معك..!!!!
شعرت بدفئ كلماتها جرت في أعماقي..نظرت لوجهها وكأن القمر جالس أمامي.. نور يسطع يشق ظلام قلبي..يأخذني إلى دنيا اللاعودة..
إنها......."أمي".....شعرت بسعادة غامرة دخلت إلى نفسي من قبلة طبعتها على جبيني..ورحت في نوم عميق...