بين الأشجار الكبيرة.... والأزهار الصغيرة.... ذو الرائحة والألوان الجميلة..... كنت أسير في بستان أخضر... يسكنه ورد جوري أحمر..... استنشقت عبير الأزهار.... وسرني لون الخضار.... أيقنت أن هذه الحياة جميلة..... وكل بسمة ولحظة فيها ثمينة.... وفي طريقي صادفت طفلا صغير السن..... يبكي بحرقة ويأن.... امتزج صوت أنينه بصوت العصافير التي تغرد فوق الشجر.... كان الهواء باردا فلففته بوشاحي حتى لا يصيبه الضرر.... كان صوته شجيا يصف عمق مأساته.... انه الآن في أسوأ حالاته.... ما كان مني الا أن أخرج منديلي وأجفف له الدموع..... وأعيد له الأمل وأضيء له الشموع..... بدأ يتكلم بوضوح.... يروي مأساته بصوت مجروح..... لقد كنت وعائلتي فرحين.... نتناول تفاحا وتين..... لكني لم أتوقع أن يكون يومي حزين..... لقد ماتت أمي.... مات أبي.... ماتت أختي.... ومات أخي..... لقد بقيت وحيدا..... انا لست طفلا سعيدا..... ازداد صوت البكاء..... من شدة الحزن والعناء..... أين تركتني وذهبتي يا أمي.... من سيرعاني ويحميني..... من من حنانه سيعطيني..... ومن دفء قلبه سيسقيني..... أين رحلت يا أبتي..... يوم أمس قد قبلتك بشفتي.... لا تتركوني يا اخوتي.... عودوا الي وسأهديكم لعبتي.... بصاروخ واحد أصبحت أسرتي في عداد الشهداء..... دمار وأشلاء..... ركام ودماء..... جففت دموعه بمنديلي.... وقلت له لا تبكي يا صغيري.... بكلمة الأمل مني اصبح قلبه أقوى من الحديد..... نعم لقد أضاء شموع الأمل وابتسم لأن الشمس ستطل علينا من جديد..... نعم أيها العالم.... نعم أيها الناس.... نعم ايها العرب..... نعم يا امة الاسلام والعروبة.... نعم أيها القراء..... هذه هي حياتنا نحن الأطفال.... قتل وخراب ودمار..... كل يوم يمر علينا هو يوم حزين.....لا تستغربوا مما كتبت فانا طفلة تعيش في أعماق أعماق فلسطين.