لأنها لا تملك إيجار البيت الذي تسكنه
مواطنة تتعرض للضرب وكشف نقابها من قبل وكيل محامٍ.. أمام باب منزلها !
الرياض - هيام المفلح:
تعرضت المواطنة "أم ناصر" للضرب على وجهها، وسحب نقابها حتى انكشف وجهها في الشارع أمام باب منزلها، في حي الملز بمدينة الرياض، وذلك على يد وكيل المحامي الذي جاء برفقة محامي صاحب البيت لإنذارها بوجوب دفع إيجار البيت المترتب عليها لهذا العام، وتهديدها بالرمي في الشارع، إن لم تدفع، هي وأسرتها المكونة من 16فرداً، الايجار.
وتفاصيل الحادثة كما روتها المواطنة ل"الرياض" على الهاتف تعود إلى مساء يوم الاثنين من هذا الأسبوع، بعد صلاة المغرب، حين تفاجأت "أم ناصر" بمجيء المحامي ووكيله إلى بيتها، فاضطرت للخروج أمام باب بيتها للتفاهم معه، حيث كان زوجها المتقاعد غائباً عن البيت، وطلب منها دفع إيجار البيت الذي حان وقته (وهو أربعون ألف ريال)،
أو توضيب أغراضهم وتفريغ البيت وتسليمه لصاحبه وهدد برميهم جميعاً إلى الشارع، وتقول إنها حاولت التأكيد عليهم أن أغراضهم صارت جاهزة وطلبت منهم مهلة قصيرة لتدبير الإيجار أو الانتقال إلى بيت آخر، لكن الحوار احتد بوكيل المحامي وصفعها على وجهها، ثم سحب نقابها عن وجهها حتى انكشف وطاحت عباءتها .
تقول "أم ناصر" إنها صرخت، فسمعت بناتها صرختها، وكنّ في ساحة البيت، فذهبن لإيقاظ ابنها الكبير النائم في بيته، في الدور العلوي، وجاء سريعاً لنجدة أمه، لكنها منعته من التصدي لمن ضربها وأهانها خوفاً عليه من المساءلة وأصرت أن تترك الأمر للشرطة التي تم استدعاؤها، وجاءت الدورية بعد ربع ساعة إلى موقع الحادثة، ورأوا بأم أعينهم حالة نقابها المشدود وعباءتها، وكان أهل الحي الذين تجمعوا في الشارع قد منعوا المحامي ووكيله من الهرب واحتفظوا بهما بالموقع إلى حين مقدم دورية الشرطة فساقتهم إلى شرطة الملز، مع المرأة وابنها، ولحق بهم زوجها وصاحب البيت بعد ذلك .
تقول أم ناصر إن التحقيق معهم في المخفر استمر من وقت العشاء إلى الساعة الثانية عشرة والنصف مساءً، وتم كتابة محضر بالحادثة، لكن الذي حدث أن الشرطة أفرجت عن المحامي ووكيله، وبقي الزوج محجوزاً في مخفر الشرطة، حيث تحفظوا عليه هناك وقالوا إنهم لن يفرجوا عنه ما لم يدفع قيمة الإيجار !
أم ناصر تبكي أثناء حديثها ل"الرياض" وتتساءل (كيف أفرجوا عمن ضربني وكشف ستري وأهانني، واحتفظوا بزوجي - أبو الستين سنة - مسجوناً عندهم)؟
يذكر أن أم ناصر أم لعشرة أبناء، ولديها ابنتان مطلقتان لدى إحداهن ولد، ولدى الأخرى ابنة، أما ابنها الكبير فهو يعيش في الدور العلوي ولديه زوجة وولد وبنت، ويعمل معقباً، وزوجها أبو ناصر متقاعد ولا عمل لديه حالياً، وقد تراكمت عليهم الديون، فلا معيل لهم جميعاً بعد الله سوى ما يكسبه الابن المعقب من مال قليل بالإضافة إلى راتب الأب التقاعدي .
أم ناصر تأمل عبر "الرياض" أن تجد العون والمساندة المالية من المحسنين لإخراج زوجها من السجن ودفع إيجار البيت الذي يؤوي داخله 16فرداً مهددين بالطرد إلى الشارع .