تكثر أحيانا تساؤلاتنا عن ماهية عملية التفكير، وعن العقل البشري الذي تتجلى فيه عظمة الخالق ، فنفكر كيف أننا نفكر وكيف تتوارد إلى أذهاننا الأفكار واحدة تلو الأخرى ، وأحيانا نفكر كيف تختلط الأفكار وتتمازج لتنتج أفكارا جديدة مختلفة عن سابقاتها ، ثم نفكر هل هذه الأفكار الجديدة قد فكر فيها أحد قبلنا أم لا ؟؟ وإذا فكر فيها فكيف خطرت له نفس الفكرة ؟؟ وهل تركيب أدمغتنا هو نفس التركيب الذي تتكون منه أدمغة الآخرين ...وهكذا فالحديث يطول عن هذا الأمر ، ويبقى دائما الحديث عن العقل والمخ
الفرق بين المخ والعقل
يبرز سؤال هام وهو :أوليس هناك شيء من الخلط بين ما نسميه عقلا وما نطلق عليه مخاًّ؟ وهل العقل هو المخ أم أنهما شيئان منفصلان خصوصا إذا عرفنا أن للحيوان مخّاً وأنه ليس له عقل ؟
إن نظام المخ الراقي يؤدي إلى عقل ، وكلما هبطت درجات رقيه ، هبط الوعي والإدراك -أي العقل - فالمخ مادة ، والفكر أو العقل طاقة خاصة ناتجة عن تفاعل المادة ....ولكن ليس كل تفاعل يؤدي إلى عقل ، فلا بد من وجود نظام مادي خاص ، وعلى أعلى درجة من درجات السمو والتنظيم والإبداع ليكون العقل ....فبدون وجود مخ ،لا نستطيع أن نقول أن هناك عقلا ، وبدون العقل فلن يكون للمخ معنى ، اللهم إلاّ إذا عرفت قردا أو خنزيرا او حمارا يدرك هذا المعنى ، وما نظن أن أي حيوان يدرك معنى ذلك !
والعقل طاقات فكرية لا يمكن وزنها كما تزن المخ مثلاً .