فيما ودع المشاهدون يحيى ولميس، بطلي المسلسل التركي "سنوات الضياع"، ويستعدون لوداع نور ومهند، نجمي المسلسل فقدت ممرضة بمستشفى بالسعودية وظيفتها بعد اتهمها بإهمال المرضى لمشاهدة مسلسل "سنوات الضياع".
فقد أقدم طبيب سعودي، يعمل في أحد المستشفيات الخاصة، على طرد ممرضة، كانت تشاهد الحلقات الأخيرة من مسلسل "سنوات الضياع"، وانتابتها نوبة بكاء قوية لشدة تأثرها بما يدور من أحداث، وهي الساعات التي كانت تنجب فيها بطلة المسلسل.
وفور مشاهدة الطبيب ما حدث وتأثر الممرضة وعدم اهتمامها في واجباتها في تلك اللحظات، اضطر إلى تقديم شكوى إلى إدارة المستشفى، التي استبعدتها من عملها بسبب إهمالها، بحسب ما ذكرته صحيفة الحياة في طبعتها السعودية الجمعة 29أغسطس/ آب.
من جهة أخرى، أبدى اختصاصيون في علم النفس والاجتماع، خشيتهم من استمرار تأثير مجريات المسلسلين على المشاهدين خلال الفترة المقبلة، وبخاصة على الأطفال.
ويبدو ما حدث للطفل إبراهيم السلمان -ثلاثة أعوام- شاهداً على تلك المخاوف، إذ لم يدر في خلد والدته -كما تقول- أن اسم "يحيى"، سيصبح "هاجساً لطفلي أثناء تعلمه أسماء الأنبياء".
فالأم التي تستغل وقت الفراغ في تعليم أبنائها عدداً من المهارات، "لتنمية شخصياتهم منذ نعومة أظافرهم"، تفاجأت أثناء سرد طفلها لأسماء الأنبياء ووصوله إلى اسم نبي الله يحيي "عليه السلام"، أن أضاف إليها "وزوجته لميس".
وتقول الأم: "وقفت برهة، وطالبته بإعادة ما قال، وشعرت بمزيج من الضحك والاستغراب، وأخذت أقلب ذاكرتي، مستغربة من هذا الربط، فنحن من بيئة محافظة، ولم يتابع أبنائي الفضائيات، وبخاصة هذا المسلسل، وزوجي وأنا حريصان على تربية أبنائنا، إلا أن الفضائيات لم ترحم الأطفال، وبخاصة تلك المسلسلات".
ولم تجد أم الطفل إبراهيم تفسيراً لكلمات طفلها، الذي أصر عليها ورددها مراراً، معتبرة "أن ربط الطفل بين الرموز الدينية وأبطال المسلسلات أمر غريب جدا ومستهجن أيضا، فوتيرة الحياة المتسارعة أصبح يتداخل فيها عدد من المسائل الشائكة، التي لا بد من حلها".
مخاوف على الأطفال
وتتناول المرشدة الاجتماعية منار العوفي، تأثيرات ظاهرة المسلسلات التركية على المجتمع الخليجي، خصوصاً بين شريحة الأطفال، الذين كانوا "ضحية لم يلتفت أحد لهم" -حسب العوفي- مستشهدة، في حال الطفل إبراهيم الذي "ربط بين أسماء الأنبياء وبطلة مسلسل (سنوات الضياع)".
وأوضحت أن "الأثر الذي رسخ في ذهن الطفل ربطه بين اسم النبي يحيى "عليه السلام"، وأبطال المسلسل لا يرتبط في شكل كلي في البيئة التي يعيش فيها، وإنما التأثير المجتمعي أصبح أقوى من أسوار المنازل، إذ تتسرب تلك الأفكار والكلمات إلى ذهن الأطفال عبر إنصاتهم وتطلعهم إلى ما يحيط بهم".
وتكشف العوفي، عن قضايا اجتماعية أفرزتها المسلسلات التركية. وتقول: "لم يقتصر الأمر على الأطفال، فعديد من المظاهر أصبحت واضحة على أرض الواقع من شدة التأثر بتلك المسلسلات، وما هو مضحك، الإشكالات التي كانت تقع أثناء بث المسلسل، خصوصاً بين زوجة الابن وأم الزوج، وهنا لا بد من وقفة طويلة".
واستشهدت بقصة سيدة تعرفها "حدث تلاسن بينها وبين أم زوجها، التي اتهمتها أنها تتابع المسلسل الذي قد يودي بحياة أولاد ابنها، ويسوقهم إلى الانجراف، ما أدى إلى استدعاء الزوج من مقر عمله، لفض النزاع، كما تدخل آخرون من أهل الزوجين، لتنتهي القضية بخلاف كبير نشب بينهم